أوسا رومسون..زعيمة الحزب التي جعلت حكومة استوكهولم تتأرجح

10 مايو 2016
مشاكل في تركيبة حكومة الائتلاف اليساري (Getty)
+ الخط -

يواجه رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين، مشاكل في تركيبة حكومة الائتلاف اليساري، ما سيدفعه بحسب مراقبين سياسيين والصحافة المحلية، إلى إجراء تغييرات جديدة على مناصب وزارية.

التغييرات التي سيضطر إليها لوفين تنبع من إعلان نائبته وزعيمة حزب البيئة، أوسا رومسون، عن رغبتها بالانسحاب من زعامة حزبها ونيابتها للوفين، ووفقاً لما صرح به الأخير فإن المشكلة تكمن في أن "حزب البيئة عانى من مشاكل مؤخراً، وهذا لا يعني بأن تتوقف أعمال الحكومة".

وكان رئيس وزراء السويد قد أبدى تفهمه لرغبة رومسون بالانسحاب، إثر تعرضها لانتقادات حادة وتراجع في شعبيتها على خلفية تصريحاتها المتعلقة بأزمة زميلها في الحزب، وزير الإسكان، محمد قبلان، الذي وجد نفسه مضطراً لتقديم استقالته بسبب تصريحات قارن فيها بين أفعال النازية، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وتبدو رومسون، متشددة في يساريتها، على ما وصفتها الحملات التي طاولتها شخصياً، حتى من يسار الوسط، وهو برأي خبراء في القضايا الحزبية السويدية "يمكن أن يفقد الحزب الكثير من الأصوات".

وخوفاً من تراجع تلك الشعبية، بعد ما تعرضت له من هجوم سياسي وإعلامي، آثرت الانسحاب لتضع لوفين في موقف صعب لاختيار بدائل في ائتلافه الحكومي.

ولم تكن قضية قبلان هي الوحيدة التي أثارت حفيظة السويديين من رومسون، ففي التحضير لاجتماع قمة المناخ في باريس كتبت على "تويتر"، "باريس التي تشهد إطلاق نار وهجمات تشبه 11 سبتمبر يمكنها أن تحتضن تلك القمة"، ولاحقاً عبرت عن مخاوفها من "تحويل تلك الهجمات كحجة لتشديد المواقف من مسلمي أوروبا".


حتى داخل حزبها وجدت رومسون نفسها، عرضة لهجمات وسحب ثقة كزعيمة للحزب. ووفقاً لما تقوله صحيفة "اكسبرسن" السويدية، فإن 4 فقط من أصل 21 مسؤول فرع للحزب عبروا عن دعمهم لها كقائدة للحزب قبل أسبوعين، ورأى آخرون أن مواقفها من أزمة اللاجئين والقوانين الجديدة التي اتخذتها حكومة الائتلاف، تناقض مبادئ وأفكار الحزب.

محاولة اليسارية الحفاظ على مكانة حزبها في الحكومة، تسبب بمشكلة مع قاعدتها الحزبية حين اتخذت حكومة ستيفان لوفين في نوفمبر/تشرين الثاني، مجموعة من التشديدات القانونية لوقف تدفق اللاجئين نحو السويد. ووصف بعض المنضوين للحزب بأنها "نزعت روح الحزب عن جسده، بموافقتها على تلك التشديدات".

وفي هذا السياق، سيعقد حزب البيئة  نهاية الأسبوع مؤتمراً عاماً لاختيار زعامة للحزب، وبانتظار ما سينتج عن ذلك سينتظر ستيفان لوفين، "اختيار الحزب لمن سيمثله في الحكومة، فأعضاء الحزب هم من يقررون"، وفق ما نقل عنه في مؤتمره الصحافي أمس الإثنين.

ويتوقع كثيرون بأن تأخذ وزيرة المساعدات الحالية، عن الحزب، ايزابيلا لوفين، مكانتها في صدارة الحزب والحكومة، جنباً إلى جنب مع رئيس الوزراء ستيفان لوفين.