وتقول رزان بلان (34 عاماً) لـ " العربي الجديد": "إنّ الخوف سيد الموقف، فالذي حصل لا يمكن وصفه بسهولة أو المرور عليه من دون بكاء، الكثير من نساء بلدتنا فقدوا أطفالهن، ومنهن من أصيبت بصدمة نفسية استوجبت نقلها إلى المشفى (...)، إن الأمر أشبه بكابوس".
وتضيف رزان: "مشهد الأطفال في الشارع وهم مضرجون بالدماء على الأرض لا يفارق ذهني أبداً، وكذلك صرخات نساء البلدة، أنا لست أمّاً، لكنني شعرت بهن وبالحزن على فقد فلذات أكبادهن وما يقاسينه مما حدث، أدعو لهن بالصبر والسلوان".
من جهته، يقول سيد أبو فتحي (56 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إنّ مدينة السويداء والبلدات التي تعرضت للهجوم تعيش الآن الحداد الذي تخالطه مشاعر الحقد والخوف، إذ تجهّز شبان البلدات كلها وحملوا أسلحتهم خوفاً من أن يكرر تنظيم داعش فعلته، ودور العزاء أصبحت جماعية يتشاركها أهالي القتلى، لأن الحزن والأسى أصبح واحداً".
ويضيف "الخمسيني": "الآن الأفضل لنا أخذ الحيطة والحذر والبقاء في حالة تأهب، لقد وحّد بيننا الألم من طوائف مختلفة، ولن تفرقنا الفتن أو التنظيمات المدسوسة التي تتاجر باسم الدين ولحمتنا أقوى من الجميع، وأشد ترابطاً حتى مما كنا نتوقع".
أما ردينة (40 عاماً)، ابنة بلدة التونة، فتقول لـ "العربي الجديد": "لن يهدأ لنا بال حتى يحاسب هؤلاء المجرمون على فعلتهم، قتلوا شقيقي وابنته بدم بارد وبلا رحمة، طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها كانت ضحية لجلادين ووحوش، ما ذنبها وما الدافع لقتلها؟ فقط لأننا دروز أم أنهم جاؤوا ليقتلوا ويخربوا باسم الدين، سأحمل السلاح لو اضطر الأمر وسأدافع عن نفسي وعن أولادي وأقاربي، ويجب على شبابنا ألا يتركوهم يهنؤون ولو للحظة وأن يذهبوا إلى معاقلهم ويقاتلوهم ويقتصوا منهم ويطردوهم إلى الأبد".
وتردف ردينة: "لم ننم منذ وقعت المجزرة، فالكل يعاني من هول الصدمة، ولا توجد عائلة لم تخسر فرداً أو قريباً، وهناك جرحى بحالة خطيرة وأكثرهم من النساء، كما أن البعض منهم فارق الحياة أمس، فالجرح كبير لا يمكن أن يندمل".
وبحسب مصادر محلية في محافظة السويداء، تجاوز عدد القتلى والجرحى الـ500 شخص، بالإضافة إلى أكثر من 20 أسيراً بمصير مجهول اقتادهم عناصر تنظيم داعش إلى وجهة غير معلومة.