"ليست هدى وحدها، العالم كله يقف ضدنا، نحن نموت هنا دون أن يشعر بنا أحد" بهذه الكلمات يصف أحد الأهالي ما يحدث في الرقة، التي تعاني من انقطاع في الماء والكهرباء مستمر منذ أربعة أيام، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والخدمية في المدينة التي باتت "تشهد نزيفاً حاداً اقتصادياً وبشرياً، يكاد يصل إلى حد النزوح القسري والتهجير" كما يصفه الناشطون.
فاطمة إحدى النازحات من محافظة دير الزور، تسكن في حي المشلب وتعيل أربعة أطفال بعد وفاة زوجها، مستفيدة من معاشه التقاعدي، وتصف معاناتها بقولها "لم يعد هناك ما أنفقه على أطفالي بعد منعي من السفر لاستلام راتب زوجي".
وتكمل فاطمة حديثها وهي تجول ببصرها في الغرفة التي تحتاج إلى الكثير من الإصلاح لمنع برد الشتاء، واصفة ما يحدث في الرقة ومعاناة المدنيين بأنها "كارثة بشرية".
وتشهد الرقة تقنيناً حاداً في الماء والكهرباء منذ عدة أشهر. ويعاني الأهالي من فقدان المحروقات ومشتقاتها، وغلاء الأسعار. كل ذلك أرهق كاهل المدنيين وجعلهم يفكرون بالرحيل. ويشار إلى أن جرة الغاز الواحدة تباع بسبعة آلاف ليرة سورية. بينما وصل سعر لتر المازوت المكرر إلى 70 ل.س أما البنزين النظامي فقد وصل إلى 265 ل.س.
ودفعت الأسعار المواطنين لإيجاد بدائل أقل تكلفة كالحطب. ويضاف إلى ذلك تجاوزات عناصر "الحسبة" بحق الأهالي، الذين يعانون من انهيار البنية التحتية، ومن ضيق الحال وزيادة الفقر المنتشر في أحياء المدينة وريفها.
وقد أصدر تنظيم الدولة الإسلامية شروطاً جديدة بتقييد حركة التنقل والسفر بين ولاياته وخارجها. وشددت تعليمات التنظيم القيود على تنقل النساء، ومنعهن من السفر خارج حدود الولاية بغير محرم، بينما سُمح بالتنقل بين الولايات بغير محرم لمن جاوزت سن الخمسين.
ولا يسمح للنسوة بالسفر مطلقاً خارج حدود "الدولة الإسلامية" والتي يطلق عليها تسمية "بلاد الكفر" إلا لسبب مرضي قاهر، كما جاء في نص البيان، وبعد تقديم تقرير من المشفى العام مختوم من أمير المشفى.
وأكد التنظيم في بيانه أيضاً وجوب حصول من يحتجن إلى التنقل بلا محرم في الولاية، إلى ورقة عبور من الحسبة، وصورة من الهوية مختومة من مكتب الحسبة الموجود في الكراجات.
وقد خفف التنظيم من الرقابة على حجاب من هن كبيرات في السن، من دون أن يحدد لذلك عمراً معيناً أو معايير محددة، إذ نصّ البيان على أن "كبيرات السن لا يُشدد عليهن في مسألة الحجاب".
وأكد بيان التنظيم ضرورة حصول كل من لا يملك هوية أو بطاقة عائلية على ورقة إثبات شخصية من الشرطة الإسلامية، مؤكداً أن على "كل الحواجز ومكاتب الكراجات عدم تمرير عامة المسلمين إلا بعد إحضار ورقة تثبت هوية الشخص من مراكز الشرطة الإسلامية".
كما ألزم التنظيم حافلات النقل بعدم إنزال أو إصعاد الركاب خارج محطة الانطلاق (الكراجات) لأي سبب كان.
قرارات التنظيم الجديدة تأتي في ظل محاولاته منع حدوث اختراقات داخل أراضيه، بحسب مقربين من التنظيم أفادوا أن هناك حالة من التخوف فرضها تزايد العمليات ضد التنظيم، وآخرها مقتل 12 عنصراً منه في عملية تبناها لواء ثوار الرقة الذي توعد بمواصلة عملياته وتصعيدها.