وردت أنباء متضاربة تتحدث عن انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي، من مناطق سيطرته المتبقية في شمال مدينة الرقة إلى مكان مجهول خلال الليلة الماضية، في حين لا تزال مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" تتقدم في المنطقة ببطء خوفا من وجود كمائن.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بسطت سيطرتها بشكل كامل على الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، حيث حوصر تنظيم "داعش" في جزء صغير داخل الأحياء الشمالية من المدينة.
وأوضحت المصادر أن تنظيم "داعش" لم يعد قادرا على المقاومة في مساحة صغيرة، خاصة بعد تقدم المليشيات في داخل الأحياء الشمالية إثر السيطرة على الفرقة 17 وشارع سكة القطار، الذي يعد من أقوى تحصينات "داعش" ما دفعه إلى الانسحاب.
ولم تتوضح كيفية انسحاب التنظيم من المدينة التي تحاصرها "قوات سورية الديمقراطية" من كافة الجهات وعلى مسافة عشرات الكيلومترات، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر أخرى إلى أن من تبقى من عناصر التنظيم في المدينة قاموا بتسليم أنفسهم للمليشيات التي تواصل عمليات التمشيط خوفا من وجود كمائن.
وكانت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" قد أعلنت أمس عن سيطرتها على ثمانين بالمائة من مدينة الرقة، إثر العملية العسكرية التي تشنها بدعم من التحالف الدولي منذ السادس من يونيو/حزيران الماضي.
من جانبها، ذكرت حملة "الرقة تذبح بصمت" أن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" عقدت صفقة مع تنظيم "داعش" تم بموجبها إخلاء المدينة من عناصر التنظيم.
وأضافت الحملة على موقعها الرسمي، أن "قوات سورية الديمقراطية" عقدت صفقة مع عناصر تنظيم "داعش" المتبقين في مدينة الرقة، يقضي بخروج قرابة 200 عنصر من التنظيم باتجاه محافظة دير الزور، بينما فضل 30 عنصراً من التنظيم تسليم أنفسهم إلى المليشيات.
وأضافت الحملة أنه "بموجب الاتفاق، أمست الرقة حالياً تحت السيطرة الكاملة لمليشيات قسد، فيما تستمر التفجيرات والقصف في بعض النقاط كعمليات تمشيط للمباني وتفجير للعبوات والألغام المزروعة، وتعمل الآليات حالياً على فتح الطرقات وإزالة آثار الجريمة المتمثلة بتدمير جزء كبير جداً من المدينة".
واتهمت الحملة "قوات سورية الديمقراطية" بـ "تعمد إطالة عمر المعركة بهدف زيادة المردود المادي والدعم اللوجستي المقدم من قبل التحالف، إضافة إلى استمرار عمليات السرقة والتعفيش التي تقوم بها عناصر قسد في المدينة، كما تعمل قسد حالياً على إزالة أكبر قدر ممكن من الركام الناجم عن دمار جزء كبير جداً من المدينة".
وأشارت الحملة إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" "بدأت باستقدام آليات ثقيلة إلى المدينة، منذ حوالى أسبوع، من أجل إزالة الركام وفتح الطرقات.. وترافقها مجموعات إزالة الألغام وفرق طبية مختصة للتعامل مع الجثث المنتشرة في الأحياء، تمهيداً لدخول وسائل الإعلام العالمية وإعلان السيطرة على الرقة".