وتشير تقارير لمنظمات محلية وتقارير حكومية صادرة عن أجهزة الشرطة، إلى مقتل ما لا يقل عن 300 مدني خلال العام الحالي، بينهم أطفال، نتيجة تلك الألغام التي يطلق عليها الأهالي "مخلفات داعش".
لكن الألغام والعبوات الناسفة ليست الخطر الوحيد، فالخلافات العشائرية خطر مماثل، خاصة تلك االناجمة عن تورط بعض الأفراد في عمليات لصالح داعش، بينها القتل وتدمير المنازل ومصادرة الأملاك الخاصة، ما دفع إلى مطالبة المتضررين بالدية التي تعرف عراقيا بـ"الفصل"، من ذوي المتورطين.
وتستعد الحكومة العراقية لإعلان "عراق خال من تنظيم داعش"، بعد إطلاقها أمس الخميس، آخر معارك التحرير التي استهدفت بلدتي القائم وراوة غرب العراق.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام الدين الصفار، لـ"العربي الجديد"، إن "العبوات الناسفة ألحقت أضرارا كبيرة بالمناطق التي جرى تحريرها، وسجلنا في نينوى مقتل أكثر من 30 مدنيا خلال العام الحالي في مدينة الموصل وحدها أثناء عودتهم إلى منازلهم، وآخرها قبل يومين عندما قتل رجل وإثنان من أبنائه في منزلهم في حي الإصلاح الزراعي حين انفجر المنزل".
وتابع الصفار أن "محافظة نينوى تنسق مع منظمات دولية للعمل على رفع العبوات الناسفة وتفكيك المتفجرات في المنازل المفخخة، والتي تسبب مقتل المدنيين والنازحين الذين عادوا إليها بعد إتمام تحرير مناطقهم".
من جهته، يقول النازح العائد إلى الساحل الأيسر في قضاء الشرقاط شمال بمحافظة صلاح الدين، أحمد عبد الله سميع، إن "العبوات والمنازل المفخخة تعتبر خطرا حقيقيا على النازحين، في بلدتنا قتل نحو 25 مدنيا بسبب فخاخ داعش. يمكن أن تجد المتفجرات في أي مكان، حتى داخل دولاب المنزل، والشركات المختصة التي جلبتها الحكومة لم ترفع جميع الألغام".
وبين أنه فقد أربعة من أقربائه حين عادوا من مخيم النزوح في كركوك إلى منزلهم، "قبل دخولهم إلى البيت كانت الأوضاع طبيعية. ساعة الدخول قام أحدهم بسحب أحد أغراض المنزل فانفجرت عبوة كانت موضوعة أسفله وتسببت في مقتله هو ومن معه".
ويقول مدير منظمة السلام لحقوق الإنسان العراقية، محمد علي، إن "ما لا يقل عن 30 مدنيا قتلوا خلال هذا العام بسبب ألغام داعش وعبواته الناسفة في 46 مدينة وبلدة تم تحريرها"،
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "الضحايا يتحمل مسؤوليتهم شركات تابعة للأمم المتحدة وفرق الجهد الهندسي العراقية التي سمحت للعوائل بالعودة إلى منازلهم بعد إعلان رفع جميع العبوات الناسفة"، مؤكدا "لايزال هناك الآلاف من تلك العبوات".
من جهته، يقول الشيخ سعدون الحمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "الخلافات العشائرية سبب آخر يمنع عودة آلاف النازحين إلى مناطقهم في محافظات صلاح الدين وبابل وغيرها من المناطق، حيث إن هناك عشائر انتمى أبناؤهم إلى التنظيم، وبعد تحرير تلك المناطق سيطرت عشائر موالية للحكومة على البلدات ومنعت عودة آلاف النازحين، ونعمل حاليا على طي الخلاف وحل المشاكل بالعرف العشائري، ولكن هناك من يمنع عدم عودة أي عائلة بسبب ما تعرضوا له من هجمات على مدنهم ومساكنهم".
ويؤكد أن "هناك قرى في سليمان بيك وصلاح الدين وكركوك دمرت بشكل كامل ومن الصعب على سكانها العودة إليها".
وقال أحد العاملين في منظمة حماية المدنيين ورفع المتفجرات من المناطق المحررة، ويدعى حسين عبد الواحد، لـ"العربي الجديد"، إن "المنظمة سجلت ارتفاعا في عدد ضحايا مخلفات داعش خلال العام الحالي في كركوك ونينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى ومناطق أخرى من حزام بغداد، وحاليا نستعد لطباعة منشورات توعية وتوزيعها على السكان؛ تركز على نشر الوعي والتعريف بالمتفجرات وأنواعها وكيفية التعامل معها، والاتصال بالدفاع المدني لمعالجة تلك المتفجرات".