شباب مغاربة، اختاروا تحقيق حلمهم في الهجرة إلى "الإلدورادو" الأوروبي بسلك طرق هجرة سرية لم تكن شائعة من قبل، ألا وهي انتحال صفة "لاجئين".
البداية كانت عندما هزت صورة الطفل الكردي "إيلان" مشاعر العالم، فصورة الصبي المسجى على بطنه والمستسلم لقدره بعد أن لفظته أمواج البحر عقب محاولة فاشلة للعبور إلى أوروبا دفعت مسؤولي القارة العجوز تحت ضغط موجة التعاطف إلى تسهيل عبور اللاجئين إلى بعض الدول.
اقرأ أيضاً: التصعيد يستمر بين الحكومة والأساتذة بالمغرب
هذا القرار فتح الباب أمام موجة غير مسبوقة لتدفق اللاجئين السوريين الفارين من ويلات حرب، وهذا ما استغله العديد من الشباب الحالمين بالهجرة للأراضي الأوروبية، ومنهم مغاربة، عمدوا إلى سلك نفس الطرق التي يسلكها السوريون والادعاء أنهم لاجئون، ونجحت أعداد منهم في بلوغ الأراضي الألمانية.
نقطة "التحول" في حلم هؤلاء الشباب هي عشية الاحتفالات برأس السنة الميلادية، حيث تعرضت أعداد كبيرة من المواطنات الألمانيات للتحرش الجنسي من لاجئين، قيل إن ملامحهم شرق أوسطية ومن دول شمال إفريقيا"، الأمر الذي تسبب في تحول ملحوظ في السياسات الألمانية للجوء، حيث عملت السلطات على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لترحيل كل المهاجرين السريين المتخفين تحت ستار اللجوء.
بالنسبة للمهاجرين المغاربة، الحسم كان خلال المحادثات الهاتفية التي جمعت الملك المغربي والمستشارة الألمانية، إذ تم الاتفاق على أن يقوم وزير الداخلية الألماني، في أقرب الآجال، بزيارة المغرب من "أجل الانكباب على هذا الموضوع، مع نظيره المغربي، وإنه سيتم القيام، دون تأخير، بترحيل الأشخاص في وضعية غير قانونية نحو المغرب، الذين صدر في حقهم قرار الترحيل"، حسب ما جاء في بيان للديوان الملكي المغربي.
القرار تسبب في حالة "إحباط" في صفوف من سيشملهم، يؤكد زكرياء أكضيض، الأستاذ الجامعي الباحث في علم الاجتماع في تصريحات لـ"العربي الجديد"، حيث أن "تطلعاتهم كانت نحو تسوية وضعيتهم الاجتماعية، وكانوا يرون أن مشروعهم لن يتحقق داخل بلدهم الأم".
وأبرز الباحث المغربي، أنه "لا يمكن أن نتحدث عن تبعات اجتماعية كبيرة لترحيل هؤلاء المهاجرين، لأننا نتحدث عن أفراد غير متجذرين اجتماعياً ولم يخلقوا بعد حياة اجتماعية في بلد الاستقبال لأنهم قضوا فترة محدودة في ألمانيا".
وأضاف أكضيض، أن ترحيل المهاجرين السريين المغاربة من ألمانيا لن يعني بالضرورة عدم محاولتهم تكرار تجربتهم ومعاودة الهجرة بأي طريقة للأراضي الألمانية أو غيرها من البلدان الأوروبية، وذلك بالنظر إلى أن "الهجرة تصبح عقيدة أحياناً ولا تبقى مجرد فكرة عادية، خصوصاً في وسط يراهن عليها كمورد اقتصادي ورهان من رهانات الفرد نحو الترقي الاجتماعي".
ولحد الساعة، لم يتم الإعلان رسمياً عن أعداد المغاربة الذين يقيمون في الأراضي الألمانية كلاجئين، سواء من الجانب الألماني أو المغربي، حيث أن معظمهم اختار التواري عن الأنظار بعيد أحداث رأس السنة.
اقرأ أيضاً: أساتذة المغرب يرفضون مقترحات الحكومة لإنهاء الأزمة