فضيحة "السعودية"...لعنة فان مارفيك تهزُ المملكة

15 يونيو 2018
بين بيتزي وفان مارفيك اختلاف كبير (العربي الجديد)
+ الخط -

سقطت السعودية على كل الأصعدة الفنية والبدنية والتكتيكية بقيادة المدرب خوان أنطونيو بيتزي، وباختصار ليس اللاعبون من يتحمل المسؤولية فقط على أرض الملعب، لأن من اتخذ القرار بإقصاء المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك هو السبب في سقوط المنتخب السعودي.

لعنة فان مارفيك
قاد المدرب الهولندي المنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم 2018، وبعد أسبوع من هذا الإنجاز تفاجأ الجميع بإقالة المدرب صانع التاريخ للسعودية. وكأنها مكافأة على ما قدمه في عشر مباريات من التصفيات الآسيوية، وقدم فيها منتخباً عربياً صلباً أسقط اليابان وأحرج أستراليا وقاتل على أرض الملعب من أجل تحقيق الانتصارات.

من تابع المنتخب أيام المدرب فان مارفيك لاحظ جيداً النضج التكتيكي على أرض الملعب، الدفاع الصلب، تناقل الكرات السلس بين الخطوط الثلاثة، الهجوم الشرس الذي لا يرحم أي منتخب مهما كان حجمه وحتى لو كان من طينة أستراليا واليابان. والمثير أنه في حالة خسارة السعودية المباراة فهو يخسر بأقل نتيجة ممكنة ولا تتخطى (2 – 1) كحدٍ أقصى.

السعودية مع المدرب فان مارفيك كانت مختلفة وعلى أقل تقدير كانت مقنعة على أرض الملعب حتى مع الخسارة، وباختصار أرقام فان مارفيك تتحدث عنه، فهو قاد السعودية في 20 مباراة وحقق 13 فوزاً وتعادل أربع مرات وخسر ثلاث مباريات، ووصلت نسبة انتصاراته إلى 65%، وهذا دليل واضح على الأداء القوي الذي كان يقدمه المنتخب السعودي أيام المدرب الهولندي.

هي إقالة خاطئة لمدرب أعاد السعودية إلى بطولة كأس العالم مهما كانت الأسباب طالما لم تتخط الحدود الأخلاقية ولم يخلف المدرب بوعده، وهو الذي قال يوماً ما في تصريحات صحافية: "سأحمل السعودية إلى المونديال". وبالطبع يتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً الاتحاد السعودي لكرة القدم وتركي آل شيخ الذي كان وراء قرار الإقالة بالدرجة الأولى، وهذه هي نتيجة التفريط بمدرب تأقلم مع المنتخب السعودي وحوله إلى واحد من أقوى المنتخبات الآسيوية، واللاعبون تحولوا معه إلى مقاتلين، باختصار هذه بداية لعنة "فان مارفيك" المظلوم.

ما بعد مارفيك كارثة
انتقد الجميع أداء المنتخب السعودي في المباريات الودية التحضيرية لبطولة كأس العالم 2018، وبدا واضحاً أن الأداء مختلف كثيراً عن أيام فان مارفيك وكأن اللاعبين يلعبون بدون روح ولا يعرفون كيفية التحرك على أرض الملعب، ويواجهون صعوبات كبيرة في صناعة الهجمات والأهم أنهم بدون حلول على أرض الملعب.

هذه الصفات امتدت مع المنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم وظهر الأمر بشكل واضح في المباراة الافتتاحية أمام روسيا، وبدا وكأن المنتخب هش لا يعرف كيفية تناقل الكرات أو الربط بين الخطوط الثلاثة ويمكن اختصار الأمر بكلمات بسيطة: "فشل تكتيكي كارثي".

بين بيتزي وفان مارفيك أمور كثيرة تغيرت وتبدلت، فالمنتخب الذي واجه اليابان وأستراليا دون وخوف وخرج بنتائج إيجابية، تعرض لخسارة بخمسة أهداف من المنتخب الروسي الذي لا يقل شأناً عن اليابان وأستراليا فهو في نفس الخانة تقريباً والمستوى الكروي متشابه، لكن المشكلة هي في طريقة إدارة المباراة من البداية حتى النهاية والتي كانت كارثية.

الطريقة التي لعبت فيها السعودية كانت كارثية، فالمنتخب لم يصنع هجمة خطيرة واحدة ولم يستلم الكرة بشكل جيد وغاب عن المباراة طوال 90 دقيقة، وكأنه لم يحضر إلى العاصمة الروسية موسكو من الأساس.

وإن خرجت الجماهير السعودية واللوم كبير على اللاعبين الذين وقفوا مثل المتفرجين على أرض الملعب، إلا أن أصابع الاتهام يجب أن تكون للمسؤولين في الاتحاد السعودي الذين اتخذوا قرار إقالة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي لو كان موجوداً لكانت النتيجة الافتتاحية للمونديال مختلفة تماماً، وهذا الأمر تختصره 20 مباراة قاد فيها مارفيك المنتخب السعودي والتي خسر منها ثلاث مباريات فقط، هي أمور تكتيكية لم ينتبه لها الاتحاد السعودي لكرة القدم وبدأ يدفع ثمن الخطأ الذي ارتكبه بعد نهاية التصفيات الآسيوية.

المساهمون