الأوروغواي في المونديال... "الحصان" الأسود اللاتيني يُعلن التحدي

06 يونيو 2018
+ الخط -

يُصنف منتخب الأوروغواي من بين المنتخبات الكبيرة التي لها بصمة ذهبية في تاريخ المونديال، ويكفي أنه بطل العالم مرتين، وظهر في أكثر من مرة في الدور نصف النهائي وربع النهائي. ولن يكون خصماً سهلاً في المجموعة الأولى، وهو المرشح للتأهل متصدراً بدون مشاكل، من خلال التفوق على روسيا صاحبة الأرض والجمهور والمنتخبين العربيين السعودية ومصر.


التاريخ في المونديال

تُشارك الأوروغواي للمرة الـ13 في تاريخها في المونديال، وبدأت مشوارها لأول مرة في النسخة التي استضافتها عام 1930، والتي انتهت بتتويج منتخبها بطلاً للعالم آنذاك، ثم رفض المشاركة في نسختي 1934 و1938.


عادت الأوروغواي إلى مونديال 1950 وتوّجت بطلة للمرة الثانية في تاريخها، لكنها خرجت من نسخة 1954 وحلت رابعة. وفي مونديال 1962 في تشيلي خرجت من دور المجموعات، ثم من الدور ربع النهائي في 1966، لكنها استعادت توازنها وحلت رابعة في مونديال 1970 في المكسيك.

بعد ذلك، ودّعت كأس العالم 1974 من الدور الأول، ومن دور الـ16 في نسختي 1986 و1990، ومن دور المجموعات عام 2002، وحققت المركز الرابع عام 2010، وخرجت من دور الـ16 في آخر مونديال عام 2014.

تأهلت الأوروغواي في المجموع إلى 13 نسخة من أصل 20، لعبت 51 مباراة (20 فوزاً و12 تعادلا و19 خسارة)، وسجل المنتخب 80 هدفاً وتلقت شباكه 71 هدفاً.

وعن اللقبين اللذين حققتهما الأوروغواي، أولهما في نسخة 1934 عندما تخطت دور المجموعات كمتصدرة وتخطت منتخب يوغسلافيا في الدور نصف النهائي بنتيجة عريضة (6-1)، وأطاحت بالأرجنتين في النهائي (4-1).

وفي نسخة 1950 تأهلت متصدرة مجموعتها في الدور الأول، وفي الدور الأخير الذي كان يضم مجموعة أيضاً تفوقت على البرازيل صاحبة الأرض في النهائي (2-1) وأبكت البرازيليين آنذاك، في واحدة من المباريات التاريخية، وحققت لقبها العالمي الثاني.


التصفيات ونقاط الضعف والقوة

تأهلت الأوروغواي إلى بطولة كأس العالم 2018، بعد أن قدمت تصفيات جيدة، حيثُ حلت وصيفة للمنتخب البرازيلي عبر حصدها 31 نقطة (تسعة انتصارات وأربعة تعادلات وخمس خسارات)، وسجل المنتخب 32 هدفاً وتلقت شباكه 20 هدفا. وتفوق على المنتخب الأرجنتيني في الترتيب، لأن الأخير حل ثالثاً برصيد 28 نقطة.

تمتلك الأوروغواي نقطة قوة قادرة على صناعة الفارق في بطولة كأس العالم، وهي خط الهجوم الخبير. فهناك الهداف الثاني في فريق برشلونة، لويس سواريز، الذي يملك الخبرة الكافية لصناعة الخطورة على مرمى أي خصم، ويُسانده هداف باريس سان جيرمان والدوري الفرنسي، إدينسون كافاني، والذي يُعتبر واحدا من أخطر المهاجمين في العالم، وهذان المهاجمان دائماً ما ساهما في تأهل الأوروغواي إلى الدور الثاني، خصوصاً في آخر نسختين (2010 و2014).

أما نقاط الضعف فتنحصر تقريباً في الخط الخلفي، وذلك لأن أسلوب المدرب يعتمد على الهجوم بكثافة، وبالتالي يحصل نقص عددي في الدفاع عند الهجمات المرتدة، كما أن قلبي الدفاع لا يملكان السرعة، هذا بالإضافة إلى مشكلة الانسجام وعدم التواصل في الخط الخلفي الذي بدا واضحاً في أكثر من مباراة خلال التصفيات. وعلى تاباريز الإسراع إلى حل هذه الأمور قبل بداية المونديال.


مجموعة المونديال والتشكيلة

يلعب منتخب الأوروغواي في المجموعة الأولى إلى جانب كل من روسيا المستضيفة والمنتخبين العربيين مصر والسعودية. تبدأ الأوروغواي مشوارها المونديالي ضد المنتخب المصري، في 15 حزيران/يونيو، ثم تلعب ضد السعودية في 20 من الشهر نفسه، قبل أن تختم الدور الأول بمواجهة صاحبة الأرض والجمهور، روسيا، في 25 من نفس الشه

أما تشكيلة منتخب الأوروغواي فتضمُ في حراسة المرمى فرناندو موسليرا، مارتين سيلفا، مارتين كابانيا وفي خط الدفاع هناك مارتين كاسيريس، سيبستيان كواتيس، جوزيه ماريا خيمينيز، دييغو غودين، ماكسيميليانو بيريرا، غاستون سيلفا، غيلليرمو فاليرا.

وفي خط الوسط هناك جيورجيان دي أراسكاييتا، رودريغو بينتاكور، دييغو لاكسالت، ناهيتان نانديز، كريستيانو رودريغيز، كارلوس سانشيز، لوكاس توريرار، ماتياس فيشينو، جوناثان أوريتافيسكايا. وفي خط الهجوم هناك إديسنون كافاني، ماكسيميليانو غوميز، لويس سواريز وكريستيان ستواني.


نجوم المنتخب
من أبرز نجوم المنتخب المهاجمان لويس سواريز وإدينسون كافاني. الأول خاض 90 مباراة وسجل 50 هدفاً دولياً. أما الثاني فمثل الأوروغواي في 100 مباراة سجل فيها 42 هدفاً، أي أن مجموع الأهداف التي سجلها اللاعبان هي 92 هدفاً في 190 لقاءً.

وإلى جانب سواريز وكافاني، هناك المدافع دييغو غودين قائد المنتخب في المونديال، والذي يملك كل الخبرة والثقة لمساعدة الأوروغواي في المونديال. يلعب غودين بقلبه وعقله ويقاتل من أجل تحقيق الفوز ولا يستسلم بسهولة. وإضافة إلى مهارته في الدفاع، يملك حسا مُميزا في خط الهجوم ويُسجل الأهداف، فهو سجل ثمانية أهداف في 118 مباراة.

وهناك لاعب الخبرة في وسط الملعب كريستيان رودريغيز الذي خاض بقميص الأوروغواي 104 مباريات سجل فيها 11 هدفاً، وكريستيان ستواني الذي لعب 40 مباراة سجل فيها خمسة أهداف، وهناك المدافع ماكسي بيريرا الذي يملك خبرة جيدة للعب إلى جانب غودين في الخط الخلفي. فهل تنجح هذه التوليفة في قيادة الأوروغواي إلى الدور الثاني من المونديال وتسجيل نتائج كبيرة، مثلما حصل في آخر نسختين (2010 و2014)؟

المدرب

قاد أوسكار تاباريز المنتخب الأوروغواياني للعام الـ12 توالياً. لعب المنتخب تحت قيادته 151 مباراة (73 فوزاً و39 تعادلا و39 خسارة)، وسجل المنتخب معه 252 هدفاً وتلقت شباكه 164 هدفاً، ووصلت نسبة الانتصارات إلى حوالي 48%.



ويُحسب لتاباريز أنه المدرب الذي حقق لقب "كوبا أميركا" في عام 2011، بعد أن قدم منتخباً رائعاً أسقط كل كبار قارة أميركا الجنوبية. يُعتبر تاباريز المدرب الوحيد الذي تمكن من قيادة الأوروغواي إلى ثلاث بطولات كأس عالم متتالية (2010، 2014 و2018)، وهو من بين أبرز مدربي مونديال روسيا الذين يملكون خبرة كبيرة في عالم كرة القدم.

درب تاباريز عدداً كبيراً من الأندية، من بينها ميلان الإيطالي في عام 1996، وبوكا جونيورز (1991-1993). حصد لقب بطولة "ليبرتادوريس" في عام 1987 مع فريق بينارول، وحل وصيفاً في بطولة "انتركونتيننتال" في عام 1987. ومع فريق بوكا جونيورز حصد لقب الدوري في عام 1992، ولقب "سوبر" قارة أميركا اللاتينية في نفس العام. ويتميز أسلوب تاباريز باللعب الهجومي من كل الجهات، لكنه يغفل الجوانب الدفاعية قليلاً.
المساهمون