أشهر النجمات العربيات .. فن وسياسة وجاسوسيّة وموت غامض

23 اغسطس 2014
أسمهان اتُّهِمَت بأنّها جاسوسة للمخابرات البريطانيّة
+ الخط -

كان وما يزال الصراع الاستخباراتي بين الدول حاضرا منذ مئات السنوات. و"الجنس والمال" من أقدم الحيل المكشوفة التي يتم استخدامها في عالم الجاسوسية. إذ أنّ الباحث في التاريخ سيجده مليئا بنساء جميلات وشهيرات استخدمتهنّ أجهزة الاستخبارات لاستخراج المعلومات، بسبب قدراتهنّ على إغراء كبار الشخصيات واستدراجهنّ أثناء الأحاديث الخاصّة.
وإن كانت "ماتا هاري" و"باولينا كوشمن" هنّ أشهر النجمات اللواتي عملن في هذا المجال بالغرب، فإنّنا نجد في العالم العربي، أيضا، نجمات تمّ إلحاق أسمائهنّ بقائمة المشتبه فيهنّ فهل كنّ جاسوسات أم كنّ ضحايا شائعات فقط؟
كاميليا
"ليليان فكتور ليفي كوهين" هو الإسم الحقيقي لتلك الفتاة الجميلة التي وُلِدَت من أب فرنسي مسيحي وتبنّاها زوج أمّها اليهودي ومنحها لقبه. ولعلّ انتماءها إلى هذا الرجل لم يكن اسميا فقط بل روحيا أيضا. إذ تمّ تداول حكاية تجنيدها من طرف المخابرات الإسرائيلية بعد أن لمع نجمها منذ أوّل إطلالة لها في العام 1946، في فيلم "الكلّ يغنّي". ثم أدّت بعد ذلك دور البطولة في فيلم "القناع الأحمر" إلى جانب يوسف وهبي. وتحوّلت إلى واحدة من نجمات الصفّ الأوّل، خلال أربعة أعوام فقط. وقد تقرّبت من الطبقة الحاكمة حتّى خطفت قلب الملك فاروق، كما يُشاع، قبل أن تموت في حادث طائرة غامض في العام 1950 تاركة 14 عملا وتساؤلات كثيرة حول مدى تعاونها مع إسرائيل واستغلال علاقتها بالملك لتسريب معلومات استخباراتية.
راقية إبراهيم
هل اشتركت راقية إبراهيم، فعلا، في عملية اغتيال العالمة النووية المصرية سميرة موسى سنة 1952؟
لا أحد يمكنه أن يجيب على هذا السؤال الذي يؤرّق تاريخ الفنّ والسياسة. غير أنّ شكوكا قويّة تدور حول هذه النجمة الفاتنة التي ظهرت العام 1937 في فيلم "ليلى بنت الصحراء" وتحوّلت إلى معبودة للجماهير حتّى العام 1954، الذي شهد نهاية مسيرتها الفنية وهجرتها نحو الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن توفيت في العام 1977.
كيتي
كانت "كيتي فوتساتي" يونانية من مواليد الإسكندرية، واستطاعت أن تبتكر لنفسها خطّ رقص شرقي خاصّ بها مزج بين الحركات الغربية والانسيابية الشرقية، فلمع نجمها سريعا وبدأت في العام 1948 تؤدّي أدوار الراقصة، أو الفتاة خفيفة الظلّ في السينما. وقد شاركت في عدد كبير من أفلام إسماعيل يس، وبقيت في هذا المجال حتّى العام 1965، ما قرّبها من شخصيات كبيرة، ثم اختفت في ظروف غامضة. وتردّدت شائعات كثيرة حول كون سبب هروبها مرتبط بتورّطها في شبكة تجسّس إسرائيلية. غير أنّ أخبارا أخرى أفادت أنّ سبب اختفائها هو إصابتها بمرض السرطان. وقد لا تكون هذه الفرضية صحيحة تماما، لأنّها عاشت أكثر من 15 عاما بعد اختفائها، وتوفيت في العام 1980، وبقيت تهمة الجاسوسية ملتصقة بها إلى يومنا هذا.
حكمت فهمي
أصبحت حكمت فهمي راقصة شهيرة في أواخر العشرينيّات من القرن الماضي. واتّجهت إلى التمثيل في العام 1929، حين حصلت على دور في فيلم "جهنّم في الرمال"، ما أكسبها نجومية ومكنّها من نسج علاقات كثيرة مع ضباط بريطانيين. فاهتم بها الألمان، بل ورشّحوها لترقص أمام أدولف هتلر، وحاولوا تجنيدها من خلال جاسوس ألماني يُدعى "أبلر" ويلقّب بـ"حسين جعفر". وقد استطاع أن يوقعها في غرامه، فعشقته وبدأت من هناك رحلتها في عالم المخابرات الألمانية ضدّ الإنكليز، الذين كانت تؤمن بضرورة طردهم من مصر. ساعدها أنور السادات حتّى أُلقِيَ القبض عليها وعلى أبلر، و تمت محاكمتهما بتهمة "التخابر". وقد ألهمت قصّة هذه المرأة السينما المصرية وتمّ إنتاج فيلم "الجاسوسة" بوحي منها في العام 1994، أي بعد عشرين عاما تماما من وفاتها في عام 1974.
أسمهان
هل كانت المطربة أسمهان أيضا جاسوسة؟
قد تكون ملابسات موتها أوحت بالكثير من القصص التي نُسِجَت حولها. فتارة يتمّ اتّهام أم كلثوم بقتلها، وتارة أخرى الملكة نازلي، في حين تتوجّه أصابع الاتّهام بشدّة نحو ملابسات عملها كجاسوسة لصالح بريطانيا. فقد تزوّجت من وزير الدفاع السوري الأمير حسن الأطرش، ثم طلّقته، ولم تعد إليه مرة أُخرى إلا لتنجز مهمة كلّفها بها الإنكليز، لضمان انضواء زعماء الدروز إلى صفّهم، والحصول على معلومات. ويقال إنّها حصلت على رتبة شرفية في الجيش البريطاني لكنّها سرعان ما أضاعت مجدها معهم، فتخلّوا عنها، لتتّجه إلى جبهات أخرى وتعمل مع الفرنسيين والألمان. غير أنّ أسمهان كانت تعاني من مشكلتين الأولى حبّها للمال وحياة البذخ، ما أدّى إلى فقدانها أموالها وجعلها في حاجة دائمة إلى مصادر دخل، بغضّ النظر عن طبيعتها، والثانية عدم قدرتها على كتم الأسرار، ما تسبّب بالتخلّص منها، فلقيت مصرعها في حادث سير أليم العام 
1944، تاركة خلفها تساؤلات لا أحد يستطيع أن يقدّم إجابات عليها.
سعاد حسني
سؤال آخر محيّرهل قُتِلت سعاد حسني أم انتحرت؟
ظلّ هذا اللغز لسنوات جزءا من هاجس الجمهور العربي، غير أنّه، بعد الثورة المصرية التي خلعت مبارك، طفت حقائق كثيرة حول هذه الشخصية التي فاقت عبقريتها السينمائية كلّ زميلاتها. إذ تمّ الربط بين رغبتها في كتابة مذكراتها وبين مصرعها الغامض في لندن. خصوصا أنّ تلك المذكرات كانت ستمتلىء بأسرارٍ كشفُها سيزعج جهاز المخابرات المصري. وقيل إنّ صفوت الشريف، أحد أقوى رجال عهد مبارك، هو من أعطى أمرا باغتيالها، بعد أن استفاد من خدماتها الاستخبارية، بالضغط عليها وإجبارها على التعاون، لتنتهي حياتها في العام 2001 على طريقة فيلم "كشف المستور"، بانتحار غامض. 
المساهمون