سميرة توفيق: سمراء البادية في عيدها

25 ديسمبر 2014
اسمها جلب لها الحظّ ( تصميم أنس عوض)
+ الخط -
وُلدت الفنانة اللبنانية سميرة توفيق في 25 ديسمبر/ كانون الأول عام 1935 في قرية أم حارتين في محافظة السويداء. كانت والدتها نعيمة، ربة منزل ولها ستة أبناء، أمّا والدها غوسطين، فكان يعمل في ميناء بيروت. اسمها الكامل: سميرة غوسطين كرمونه. أمّا اسمها الفني فقد استوحته من تشجيع الملحن "توفيق البيلوني" لها، فاتخذت من اسمه فأل خير لتنال النجاح والتوفيق في طريق الغناء. سميرة الصغرى بين شقيقاتها، تميّزت منذ السابعة من عمرها، وعندما أصبحت في الثالثة عشرة بدأت بإحياء الحفلات الغنائية على مسارح بيروت.

ويبدو أن هذا الاسم قد جلب الحظ فعلاً للمطربة الشابة، فبعد أن برزت موهبتها مبكراً، بدأت في الغناء في بعض المسارح والحفلات الفنية، ولم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها حينها، فتبنّتها إذاعة الأردن، وشجّعت صوتها الذي تميّز باللهجة البدوية فكانت قادرة على أداء لون صعب لا يمكن لأغلب المطربات أن يتجاوزنَ امتحان أدائه.

انتشرت أغنيات سميرة توفيق سريعاً، فاتصلت بعدد من الملحنين والشعراء الذين كانوا أشهر من في الساحة الفنيّة آنذاك، مثل إلياس الرحباني وفيلمون وهبي وتوفيق النمري الذي يبدو أنه أعاد "التوفيق" لحياة سميرة مرة أخرى. ذاع صيتها وأصبحت مطربة اللون البدوي الأولى، وكان هذا سبباً في دخولها مجالاً آخر من بابه الواسع وهو التمثيل، حيث قدمها الفنان الكبير "يوسف وهبي" في فيلم "مولد الرسول" عام 1960، وكان عمرها آنذاك 25 سنة. ثم عمل معها مخرج كبير آخر هو نيازي مصطفى، وقدمها في فيلم "البدوية العاشقة" عام 1963. وقد حصرت سميرة توفيق نفسها بهذا النموذج البدوي في معظم أعمالها، فقدمت بعد هذا الفيلم، عملاً سينمائياً لبنانياً بعنوان "حسناء البادية"، وفيلماً آخر هو "بدوية في باريس" مع رشدي أباظه، والذي يعد من أشهر أدوارها بسبب نيله نجاحاً واسعاً، مما شجعها أكثر على أداء الأدوار التي تتسم بروح بدوية، فقدمت "بنت عنتر" مع فريد شوقي، و"عتاب" مع محرم فؤاد، و"بدوية في روما"، و"بنت الشيخ" و"غزلان" و"فاتنة الصحراء"، و"فارس ونجود" وغيرها. بالإضافة إلى ذلك قدّمت مسلسلاً شهيراً بعنوان "سمرا" عام 1977، ليكون هذا العمل مسك ختام مشوارها الفنيّ أمام الكاميرا. وتجدد ظهورها أمام الكاميرا عام 1995 عبر فيديو كليب أغنية "قمر الساحات".

وقد تركت سميرة إرثاً غنائياً لا يزال حياً حتى اليوم، وقد تميّز بعدد كبير من الأغنيات التي لا يمكن أن تنسى، ولكنها تركت أيضاً في ذاكرة الفن صوتاً قوياً وساحراً تميّزت به امرأةٌ أحبّت الطبيعة والبداوة، وحولتها إلى قيمة فنيّة من الصعب أن تتمكن أي فنانة من مجاراتها في عذوبتها وجمال روحها. وتبقى سميرة توفيق بذلك صاحبة أشهر صوتٍ بدوي في تاريخ الفن، وصاحبة أشهر خالٍ في ذاكرة الجمال، وصاحبة أشهر غمزة في تاريخ السينما العربية.
المساهمون