مهرجان "باراديسيو" للموسيقى الرقمية

26 يونيو 2016
"باراديسيو" أي الجمال المُفرِح أو المُطلَق (Getty)
+ الخط -
بسرعة كبيرة أصبح مهرجان "باراديسيو" السنوي للموسيقى الإلكترونية أو ما تسمّى بموسيقى "التكنو" (وهي نمط معاصر من الموسيقى) والغناء والرقص، من أكبر المهرجانات الفنية في الولايات المتحدة. يقام المهرجان على مدرج مسرح "جورج" الواقع على نهر كولومبيا في ولاية واشنطن، بأقصى شمال غرب الولايات المتحدة. تسع منطقة المسرح لأكثر من 20 ألف شخص يأتون من كافَّة أنحاء الولايات المتَّحدة والعالم، وتتنافس كُبرى شركات الموسيقى الرقميَّة بعروضها الكبرى، التي تجعل من المهرجان حدثاً ضخماً ينتظره الناس كلَّ عامٍ.

مصطلح "باراديسيو" يعني الجمال المُفرِح أو المُطلَق، وهي حالة من السعادة العليا، وغالباً ما تستخدم الكلمة للتعبير عن الجنة، أو عن جنة عدن. وعندما تجمع بين المسرح والمدرج، والألوان المتعددة، والمناظر الطبيعية الخلابة، وأضواء الليزر المنبعثة باتجاه السماء ليلاً، مع الإيقاعات المذهلة لأشهر فناني الـ "دي جي" المعروفين عالميَّاً؛ تدب الحياة في هذا المصطلح الذي تم خلقهُ خصّيصاً لهذا المهرجان، الذي يرفع شعار "الطبيعة تلتقي بالرقمية"، ويقصد فيه بأنَّ الناس ترقص على إيقاع الموسيقى الرقميَّة (أو "التكنو") في أحضان الطبيعة.

يضمُّ الموقع ثلاثة مسارح كبيرة؛ مسرح "باردايسيو" الرئيسي، ومسرح واحة الرقمية، ومسرح الأطلال. ثم مسرحان أصغر حجماً. المسرح الكبير مُكدَّس بآلات الصوت الضخمة، وهو المكان الأنسب لمن يبحث عن منصَّة جيّدة لمشاهدة العروض الكبرى. وفي محيطه، تتوافر أماكن لمن يفضل البقاء خلف الحشود، والاستمتاع بالمشاهدة من بعيد عبر الجلوس على العشب الأخضر بعيداً عن الحشد الصاخب، أي أنَّها منطقة لمن لا يفضّلون الرّقص. كافة أرجاء المكان تعج بآلات الموسيقى الرقمية، وشاشات العرض الكبيرة، وذلك حتى يتسنى للجميع متابعة كل ما على المسرح من أحداث، دون الانغماس في الزحام قرب المسرح. وبالتالي لا يتدافع الناس كي يصبحوا في الصفوف الأماميَّة، حيثُ أنَّ كل شخص يكون قادراً على رؤية العازفين من خلال الشاشات.

يُعدُّ مسرح الأطلال، من المسارح الأكثر تقليديَّة بين المسارح الموجودة، بالرغم من المؤثِّرات الصوتيَّة الحديثة على خشبته. وتتنوع الفرق المشاركة في المهرجان، بين فرق مشهورة جداً، وأخرى مغمورة تبدأ رحلتها في البحث عن مكان في عالم الموسيقى الرقميَّة الأميركية. ولا يعدم الزائرُ مشاهدةَ عروض تمثيليَّة، لعدد من الفنّانين الذين يستكملون تجربة "باراديسيو" الفنية المتنوعة، إضافة إلى توافر الألعاب البهلوانية، وفرق السيرك التي تشارك بفقراتها المميّزة بين المسارح، مما يجعل المكان مُحبَّباً لكافة الأذواق، وكافّة المستويات العمريّة.

ويكادُ المكان يكون خالياً من الأشجار، ما يعني أنَّ الحاضرين يتعرَّضُون لشمسٍ حارقة بالنهار، لكنَّ الجماهير تتجاوزُ ذلك بالمرطبات والمشروبات الباردة والمثلَّجات، ولا يمنعهم ذلك من الاسترخاء إلى جوار النهر، إلى أن يهبط الليل وتنطلق الموسيقى في الأرجاء. يقام المهرجان سنوياً في ذروة الصيف، وتعقد دورته الحالية في 24 و25 يونيو/حزيران.


المساهمون