الرقص مع الخيول

04 مايو 2016
الغفري على شاطئ غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يحرص الشاب الفلسطيني، عبد الله الغفري، على اصطحاب الخيول التي يمتلكها إلى شاطئ بحر غزة بشكل شبه يومي من أجل ممارسة رياضة الاستعراض بالخيل، وتنفيذ سلسلة من الحركات البهلوانية والاستعراضية الخطيرة، التي عمل على التدرب عليها طيلة السنوات الماضية.
ويتجمع العشرات من الغزيين الذين يقصدون شاطئ بحر غزة، أمام الشاب الغفري، الذي يحظى بجمهور واسع من أجل الاستمتاع بالعروض، التي يقوم بتنفيذها، كونه الوحيد الذي يتقن هذا النوع الفريد من رياضة الاستعراض بالخيول في القطاع.

وينفذ الفارس الغزي العديد من الحركات الاستعراضية كالوقوف على عدد من الخيول، يصل في بعض الأحيان إلى أربعة في آن واحد، بالإضافة إلى تنفيذ حركات القفز يميناً ويساراً في أثناء سير الخيل، فضلاً عن بعض الحركات التي قام بتدريب الخيل عليها لتنفيذها.
ويقول الغفري لـ "العربي الجديد" إنه اكتسب هذه الرياضة، الفريدة من نوعها وغير الموجودة في القطاع، عن والده الذي حصل على دورات مختلفة في هذا المجال حينما كان يقيم في المملكة العربية السعودية قبل عدة سنوات.

ويوضح العشريني أن والده عمل على نقل خبرته ومهاراته، التي اكتسبها من التدريب إليه منذ ما يزيد عن عشر سنوات وسمح له باقتناء الخيل والتدرب عليها، وممارسة مختلف المهارات المطلوبة من أجل الوصول إلى مرحلة متميزة.

ويعد الغفري الغزي الوحيد الذي يتقن رياضة " ترك رايدنغ "، والتي تحتاج إلى مهارة عالية وخفة حركة في تنفيذها مع الخيل من أجل ضمان عدم التعرض لإصابات قوية ومن أجل إنجاز الحركات بدقة عالية تحظى برضى الجمهور.

ويشير إلى أنه لم يكمل دراسته وفرغ حياته بشكل كامل من أجل تعلم كافة العلوم الخاصة بالخيول، سواء على صعيد التدريب أو حتى العلاج البيطري الخاص بها، وطرق علاجها على أساس علمي، ووفقاً لمراجع علمية رسمية.

ويواجه الشاب الغفري العديد من الصعوبات والعقبات في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، والتي تعترض طريقه كعدم وجود النوادي المتخصصة في مختلف الرياضات الخاصة بالخيول، وارتفاع التكلفة المادية لاحتضانها.

ويلفت إلى أن رياضة الخيول الموجودة في القطاع مقتصرة على سباق قفز الحواجز وسباقات السرعة فقط، نتيجة غياب الاهتمام من قبل الأندية وتحولها إلى مشاريع استثمارية بحتة، تهدف إلى جني الأرباح بدرجة أساسية بعيداً عن الاهتمام بتطوير المهارات.

وسعى الغفري خلال الفترة الماضية إلى تشكيل فريق متخصص في مجال رياضة " ترك رايدنغ " في غزة من أجل المشاركة في المسابقات الخارجية وتمثيل فلسطين، إلا أن صعوبة الرياضة وهاجس الخوف لدى الكثيرين حال دون تكوينه له.

ويلفت الفارس الغزي إلى أنه تلقى الكثير من الدعوات من البحرين والكويت وبعض الدول الأوروبية، من أجل المشاركة في العديد من المسابقات والدورات الخارجية، إلا أن إغلاق المعابر والحصار المفروض وعدم اهتمام الاتحاد الفلسطيني حالت دون مشاركته فيها.
المساهمون