المزمار والطبل البلدي... آلات البهجة

09 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
لا تزال أنغام المزمار والطبل البلدي، هي الصورة الشعبية المثالية لحالات الفرح والابتهاج في مصر، ففي أيام الخميس والجمعة تنتشر فرق موسيقية مُصغّرة، لا يقل أفرادها عن عازفين اثنين ولا تزيد كثيرا، تنتظر من يناديها، أمام محلات الذّهب، حيث يشتري الناس هدية العرائس (الشبكة). ويمرون في الشوارع وهم يحملون طبولهم الكبيرة ومزاميرهم أيام النتائج الدراسية، حيث يعزفون أجمل الألحان لتهنئة الناجحين، وهكذا! ويطلق على صاحب الفرقة اسم (الريس فلان).

ويمكن للزمّار والطبّال وحدهما صناعة حفل متكامل بدون أي أدوات موسيقية أخرى، وفي الصعيد لا يتم الزفاف إلا بهما، ولا يمارسون لعبة التحطيب ولا رقصات الخيول إلا على أنغامهما، كما دخل المزمار البلدي إلى جوار الربابة في عملية إنشاد السيرة الذاتية... هكذا.

والمزمار البلدي آلة نفخ خشبية عريقة، ترجع أصولها إلى عهد الفراعنة. ويقال إن المزمار المصري هو مصدر آلة الأبوا الغربية. وإن عرب شبه الجزيرة عرفوا هذا النوع من آلات النفخ عبر الفرس الذين اقتبسوه في الأصل من المصريين. والنفخ في المزمار يحتاج إلى نَفَس طويل وقوة تحمل كبيرة، يظهر ذلك جلياً في تعابير الوجه وعروق الرقبة لدى العازف صاحب الزي الصعيدي المميز!

إقرأ أيضاً:"زفّة العروسة" تُبقي حفيد "حسب الله" قيد العمل

وعلى تعدد آلات النفخ، فإن المزمار البلدي أيضاً يتنوع بين طويل وقصير، وكان الفراعنة يسمون بعض أنواعه (خنووي) وهو المعروف الآن باسم (الناي).

مزمار (الأرغول المزدوج) هو ما يطلق عليه (الجوري) أو (السبس). وهذا النوع يقترب شكله من الأبوا المعاصرة، وهو يصنع محلياً من خشب المشمش أو البندق، على شكل أنبوبة مخروطية، يتركب في أعلاها مبسم الريشة المزدوجة للنفخ، وتنتهي الأنبوبة من أسفلها بفوهة على شكل الجرس الكبير لتكبير الصوت.

هناك ثلاثة أنواع أخرى من المزمار البلدي تكون مترافقة في العادة، إذ لا تفترق إلا نادراً بل تكتمل قيمتها الحقيقية مع اجتماعها، أولها تسمى (الآبا)، وهو الأكبر حجماً، ويتراوح طولها بين 58 و62 سم، وتؤدي صوتاً ثابتاً، وهي لا يعزف عليها منفردة، بل لا بد أن تكون مصاحبة لآلة السيسي التي تسمى أيضا (الآبا الصغير)، وهي أصغر أحجام المزمار البلدي وأهمها؛ لأنها أكثرها حدة وتميزاً في صوتها، والتي يتراوح طولها ما بين 28 و30 سم، وهي صاحبة النغمة الرئيسية في اللحن. بينما يوجد نوع وسط بين هذين النوعين يسمى المزمار الصعيدي أو (الشلبية) ويتراوح طوله ما بين 38 و42 سم.

ولا تفارق أنغام المزمار آلة إيقاعية شعبية أخرى هي "الطبلة البلدي"، التي تعد أكبر أدوات الموسيقى الشعبية حجماً، وتصنع الطبلة من إطار خشبي يشد في ناحيتيه جلدٌ حيواني مكشوط ومدبوغ، ولثقل الطبلة وحجمها الكبير يعلقها العازف في رقبته بواسطة حزام، حتى يتمكن من ان يضرب على الجانبين بمضربين خشبيين يمسكهما بيديه.

إقرأ أيضاً:أغاني "المداحين"
دلالات
المساهمون