"لندن سقطت"... أو ما لم يطلبه الجمهور

22 مارس 2016
جيرار باتلر خلال العرض الأول للفيلم (Getty)
+ الخط -
عام 2013، صدر فيلم Olympus Has Fallen، أو "سقط البيت الأبيض"... فيلم حركة تقليدي يحاول مغازلة الرعب العالمي من الإرهاب، وإعادة تجسيد مختلفة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول، حيث يقوم "الإرهابيون" في تلك المرة باحتلال البيت الأبيض واتخاذ الرئيس الأميركي كرهينة، قبل أن يتدخل البطل "مايك بانينج"، كنسخة أميركية ثنائية الأبعاد من "جيمس بوند"، للسيطرة على كل شيء.

لم يحقق الفيلم نجاحاً يذكر، جلب فقط 100 مليون دولار داخل أميركا و160 مليوناً حول العالم، كان فيلم حركة للنسيان كعشرات الأفلام الأميركية كل عام، قبل أن تفاجئ شركة "ميلينيوم" الجميع بقرارها إنتاج جزء ثان من الفيلم بنفس الأبطال، دون أن يطلب هذا الجزء أحد.

الجزء الجديد يحمل اسم London Has Fallen، وتنتقل فيه الأحداث إلى لندن كما يبدو واضحاً من العنوان، حيث يتعرض رئيس الوزراء البريطاني لموت مفاجئ، ومع حضور كل قادة العالم لجنازته الضخمة تبدأ أحداث دموية في الوقوع، ويتحول الحدث الجنائزي إلى فخ إرهابي من أجل اغتيال رؤساء كل الدول، وتحويل مستقبل العالم إلى فوضى كاملة. وفي وسط الرغبة الواضحة للإرهابيين في اختطاف الرئيس الأميركي مرة أخرى وتهديدهم بتدمير كل عواصم العالم الأخرى، مثلما حدث مع "لندن" في حال لم تسر الخطة كما يريدونها.. فإن بطل الفيلم والحارس الشخصي للرئيس "مايك بانينغ" سيكون على عاتقه مهمة جديدة لإنقاذ العالم.


في الجزأين الأول والثاني يبدو اللعب على وتر "الإرهاب" واضحاً، العالم الآن يعاني من هاجس واضح يسمى "داعش"، العمليات الإرهابية المتتالية خلال العامين الماضيين، وآخرها الهجوم المنظم على العاصمة الفرنسية باريس، وبالقرب من استاد كرة قدم في مباراة يحضرها الرئيس الفرنسي، كل ذلك يزيد من الهواجس والتخيلات حول مستقبل عالم ملاحق باحتمالات التدمير والانفجار طوال الوقت. على الأغلب هذا كان السبب في حماس الشركة لإنتاج جزء ثان من فيلم يمكن القول إنه "فشل" عام 2013، ولكنها محاولة للعب بشكل مضاعف على نفس الهواجس مع المزيد من الإبهار –كمشاهدة لقطات تدميرية للعاصمة لندن- لربما تحدث ضربة كبرى في شباك التذاكر.


ولكن في المقابل، عدم بذل أي مجهود في أي من مراحل الفيلم، سواء الكتابة أو الإخراج أو المؤثرات، جعل شريط الفيلم يعلوه التراب، كأنك تشاهد فيلماً متأخراً 20 عاماً عن موعد إصداره، كأنه أتى في أواخر التسعينيات حين كانت تلك الأفلام رائجة جداً أكثر من الآن... تشعر أنك تشاهد عرض فيديو داخل لعبة فيديو جيم، وهو أمر مفهوم بالنظر لميزانية منخفضة بالنسبة لفيلم حركة تبلغ 60 مليون دولار فقط؛ لأن الشركة لا ترغب قطعاً في الرهان على الفيلم بشكل مبالغ فيه.

وكما هو متوقع، لم يحقق الفيلم أي نجاح على أي صعيد، فشل من جديد جماهيرياً وبالطبع نقدياً، أو كما يقول الناقد ستيفن هولدن في مقاله بجريدة "نيويورك تايمز": "الحقيقة أن لندن لم تسقط ولا البيت الأبيض، الوحيدون الذين سقطوا هم صناع هذا الفيلم".


إقرأ أيضاً: (خريطة)أكثر الدول عرضة للإرهاب...وهنا يسقط العدد الأكبر من الضحايا
المساهمون