ممثل الدوبلير "البديل الخطر"

16 مارس 2016
لا تزال السينما العالميّة بحاجة إليه (Getty)
+ الخط -
بالرغم من خطورته؛ فإن معظم السينمائيين لا يزالون ينظرون إلى عمل "الدوبلير" باعتباره مهنة هامشية. فيما تراجع الاعتماد على الدوبلير، نسبياً، مع تقدم التقنيات البصرية التي توفرها التكنولوجيا الحديثة.

بعض الممثلين ذوي اللياقة العالية يرفضون أن يقوم غيرهم بالأدوار الخطيرة، خاصة تلك التي تتضمن حركات قتالية، من أمثال الراحل بروس لي، وجاكي شان، وفان دام، وتوم كروز، وجيسون ستيثام. غير أن معظمهم، لا يفضلون أن يغامروا بسلامتهم الشخصية من أجل مشاهد قليلة!

يمتازُ الممثّل البديل، أي الدوبلير، بأنّه شخص رياضيّ ومدرّب على القيام بالأعمال الخطرة، وهو يقوم بتصوير المشاهد المطلوبة بذات الزيّ والمكياج ليتشابه مع بطل العمل، ليقوم بالمعارك وتلقي الضربات الموجعة، والقفز في الماء، والسقوط من أماكن مرتفعة، واقتحام النيران، والانقلاب بسيارة محترقة، وغيرها من المشاهد التكميلية، التي لا يستطيع البطل الرئيسي أن يقوم بها. يقول الممثل الأميركي، آرنولد شوارزنيغر، عن هذه الطائفة من الممثلين: "أنا أدرك تمامًا قيمة هؤلاء المحترفين الكبار. فلولاهم، لغابت أفلام الإثارة، ولما كان هناك من أبطال في أفلام الإثارة".

وبالرغم من تطور التقنيات الحديثة في التصوير والمونتاج، فإن السينما العالمية لا تزال تحتاج للدوبلير في تصوير مشاهد الأكشن، وبعض هؤلاء، الدوبليرات، الذين يشبهون نجوماً بعينهم يظلون ثابتين معهم، يتنقلون مع بطلهم من فيلم إلى فيلم، بينما يتنقل بعضهم من دور إلى آخر، وفق استدعاء المخرجين له.

كان، الطوخي توفيق (1925-1984)، أشهر من عمل دوبليراً في السينما المصرية، حيث استعان به المخرجون من أمثال، صلاح أبو سيف، للقيام بالعديد من الأدوار. وقد ورث ابنه، مصطفى الطوخي، هذه المهنة أيضاً، ويمارسها حتى الآن.

يتذكّر، مصطفى الطوخي، عمل والده دوبليراً للفنان، رشدي أباظة، في فيلم "سبع الليل" للمخرج حسن الصيفي. وكان المشهد المطلوب يقتضي أن يقف الطوخي الأب بين عربتي قطار سريع، وقد سقط وتكسّرت أضلاعه وكاد يموت، ونُقِل إلى المستشفى على الفور. يقول مصطفى: "وفي المستشفى طلب مني والدي أن أكون بديلا له، فذهبت للمخرج حسن الصيفي وارتديت ملابسه الشخصية، لكنني سقطت في نفس المكان الذي سقط فيه والدي، وتم نقلي إلى المستشفى لأنام في نفس الغرفة إلى جوار والدي". والطريف، أن الفنان رشدي أباظة نفسه قد مارس هذه المهنة أيضاً، حين عمل دوبليرا للممثل الأميركي، روبرت تايلور، في فيلم "وادي الملوك".

يعاني ممثلو الظل من التهميش؛ وتظل جائزة، توروس وورلد ستانت، هي الجائزة العالميّة الوحيدة التي تُمْنَح سنوياً لأفضل دوبلير. وقد وقع 50 ألف دوبلير على عريضة تطالب الجمعيّة الأميركيّة للفنون بإدراج جائزة لأفضل دوبلير من بين جوائز الأوسكار. يُذْكَر أنّ مجموعة من جوائز الأوسكار الفخرية قد حصل عليها بعض هؤلاء الممثلين مثل، ياكيما كانوت سنة 1967، وهال نيدهام سنة 1987، وفيك أرمسترونغ 2013.

إقرأ أيضاً:إصابات الفنانين.. ضريبة ودعاية
المساهمون