التراث الفلسطيني يغزو مخيمات لبنان

27 فبراير 2016
أقمشة مطرزة بالأسلوب الفلسطيني التراثي (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ 67 عاماً أُجبر الفلسطينيون على ترك أرضهم، فلسطين، بعدما احتلها الصهاينة بالنار والحديد والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، رحل الفلسطينيون عن أرضهم وهم يحملون تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم الذين تمسكوا بها حتى اليوم.

في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، تم إنشاء "مشغل التراث الفلسطيني"، ليهتم بالتراث الشعبي الفلسطيني بخصائصه كلها، فلكلّ بلدة فلسطينية "قطبتها"، مثلما تقول المسؤولة في المشغل، جميلة الأشقر.

يعمل في هذا المركز 25 امرأة فلسطينية، ممن يعانين من ظروف اجتماعية صعبة ولا يجدن من يعيلهنّ. يعملْنَ في التطريز الذي يعدّ أحد أبرز الفنون التراثية الفلسطينية، وكل قطبة منها، ترتبط بقصّة من مدينة فلسطينية.

وفي المخيم نفسه، بدأت نساء فلسطينيات بتطوير التطريز الفلسطيني بطريقة عصريّة، وبدأن بالعمل على مشروع "تطريز"، موّلته جهات مانحة أوروبية ومحلية، وقد تم استقطاب متدربات من مخيمات عين الحلوة والرشيدية والبدواي للاجئين الفلسطينيين، إلى أن بلغ العدد 120 امرأة. تخضع النساء لدورات تدريبية عن التطريز بالقطبة الفلسطينية. 
تقول مدرّبة التطريز، فاتن ميعاري، لـ"العربي الجديد": "هدفنا الحفاظ على التراث الفلسطيني المتوارث من الأجداد، وقد بدأ العمل على تعليم النساء التطريز الفلسطيني التقليدي، ولكن بأسلوب حديث يتناسب مع التقدم والتطور الحاصل حالياً".

وتضيف: "كان يقتصر التطريز سابقاً على الأثواب والشالات، ولكننا طوّرناه ليشمل الأساور والقلادات والمحافظ الخاصة بالهواتف الخلوية، والحلي بأنواعها كافة، ونتعمّد استخدام ألوان العلم الفلسطيني في الكثير من المطرزات، لأنه هويتنا التي نعتز بها".

وفي مخيم نهر البارد، شمال لبنان، افتتحت مؤسسة "جذور" مشغلاً للتطريز والخياطة عام 2008، هدفه تعليم النساء على تطريز القطبة الفلسطينية وإعادة إحياء التراث الفلسطيني، الذي يعتبر أحد جوانبه التطريز. وتم افتتاح المشغل بمساعدة بعض النساء اللاتي يتقِنَّ التطريز الفلسطيني، كي يكون للمرأة الفلسطينية بصمة في إحياء تراثنا للحفاظ عليه وتوريثه للأبناء. 


وقد تدربت حوالي 300 امرأة على كيفية التطريز وأنجزْن أثواباً تراثية فلسطينية تمثل مختلف المناطق الفلسطينية، كذلك أدخلوا القطبة التراثية الفلسطينية على أشكال عدة من حقائب وعلاقات مفاتيح وغيرها من الأدوات التي تستخدم في البيوت، ولوحات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة وخريطة فلسطين، جميعها مطرّزة بالألوان الفلسطينية.

وللمعوَّقَات الفلسطينيات نصيب في الحفاظ على تراثهن، حيث اجتمعن في مؤسسة الكرامة للمعوَّقين بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ليعمَلْن في التطريز التراثي الفلسطيني منذ العام 2000، حيث بدأْن بالفكرة كهواية إلاّ أنهنّ أصبحْن محترفات في التطريز، وأصبح هدفهُنَّ المحافظة على التراث الفلسطيني. ويقمْن بعرض المنتوجات في معارض خارج المخيم، ويتم بيعها لتطوير مشروع التطريز.

إقرأ أيضاً:فرقة "أطفال القدس"..لجيل متمسك بأرضه

المساهمون