بخور الشرق: سحر لا حدود له

25 فبراير 2016
شجر الصندل (Getty)
+ الخط -
سحر "البخور" لا حدود له، لذا اهتم به الشرقيون قديماً؛ فتنوعت استخداماته وفقاً للخيالات التي تبثها روائحه ودخانه في النفوس، فهو عنصر رئيسي في البيوت والمعابد، يستخدمونه في الأفراح والجنائز، يحرقونه لتعطير الأجواء أو لجلب البركة، كما يشعلونه من أجل طرد الأرواح الشريرة ومحاربة الشياطين، أو حتى، أحيانًا، لإرضاء الشياطين نفسها!

والبخور مادة صمغية، إذا أحرقت فاحت منها روائح طيبة، يوجد منه عشرات الأنواع الطبيعية والمصنعة، كما هو معروف. وقد اشتهرت تجارته أوّلاً في شرق آسيا، والعالم العربي، وانتقلت من الخليج العربي إلى سائر البلدان العربية الأخرى.
العود هو أبرز الأنواع التي ينتج منها البخور، وله سمعه طيبة كرائحته في الخليج العربي بخاصة، حيث يجلب من مناطق متعددة في شرق آسيا والهند. وهو شجر استوائي معمر، يسمى بعض أنواعه "إقوالوريا"، وهي شجرة معمرة قد يصل عمرها إلى أكثر من 100 سنة في بعض الأحيان.

يستخرج العود من الأشجار التي أصيبت بمرض مُعيَّن منذ سنوات بعيدة، قد تصل لستين عاماً. فيتحول التركيب الكيميائي للأجزاء المصابة إلى مادة طيبة الرائحة للغاية، إذ يتم اقتلاع الأجزاء المصابة بواسطة خبراء. ونظراً لندرة العود الطبيعي وغلاء ثمنه، ظهر العود الصناعي، وهو من نوعية أخشاب مصبوغة أخرى مضاف إليها "دهن العود"، بحيث تخرج منه رائحة العود إذا تم إحراقه. أما "دهن العود" نفسه، فينتج عبر طحن بعض أنواع العود إلى بودرة، حيث يتم نقعه بالماء لفترات تصل إلى شهر أحيانًا، وذلك حتى يتخمّر ويتحول الشمع الموجود داخل العود إلى دهن. ولهذا الدهن استخدامات أخرى في مجال العطور.

وهناك نوع صناعي مشهور شعبياً هو "المعمول"، وطريقة عمله أن يطحن نخال العود وينظف جيداً، ثم يخلط مع المسك الأبيض والأسود، ثم يضاف إليها نخال الصندل بعد طحنه وتنظيفه، كما تضاف كمية من الجاوي المطحون. في حين يتم عمل خلطة أخرى من السكر والماء والعنبر، وتُطْبَخ على نار هادئة، بعد ذلك تضاف الخلطتان إلى بعضهما، وتتركان للتخمير لمدّة يوم كامل. بعدها يتم تشكيل المعمول على هيئة كرات صغيرة، تترك فترة في الظل لتتماسك وتتصلّب، ثم تُعرَض لأشعّة الشمس حتى تجف، وهنا تكون صالحة بعد ذلك للاستعمال النهائي. ونظراً لتعدُّد العناصر المخلوطة في المعمول، فإنه يتفاوت في سعره كثيراً، وذلك حسب طريقة التحضير، كما تسهل فيه عمليات الغش التجاري.

أما “الصندل"، فهو شجر أبيض طيب الرائحة، ينبت في الهند وبنغلاديش والفيليبين والصين، أي في شرق آسيا على العموم، يصلُ طوله إلى حوالي عشرة أمتار. في حين تستخرج المواد العطرية الثمينة المضافة للبخور من بعض الحيوانات مثل "المسك" الذي يستخرج أجوده من بعض أنواع الغزال البرّي. والعنبر الذي يستخرج، كما هو معروف، من بطن الحوت.

إقرأ أيضاً:العنبر.. العطر الأكثر طلبا لدى بنات حواء
دلالات
المساهمون