"نوتينغ هيل غيت".. الكرنفال الأكبر في أوروبا

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
02 سبتمبر 2015
90CF9FF8-69FA-42FD-B78F-815888D39CBE
+ الخط -
توافد مئات آلاف الأشخاص إلى وسط العاصمة البريطانية لندن، للاحتفال بكرنفال "نوتينغ هيل غيت" السنوي. وبدا المكان مغطى بالمظلّات التي ارتفعت بسبب الجو الماطر، وإصرار الناس على الرّقص والغناء وتقديم العروض في الشوارع، في الكرنفال الذي يعدّ الأكبر من نوعه في أوروبا والثاني في العالم بعد كرنفال ريو في البرازيل. 

شارك في الكرنفال ما يقارب 60 فرقة، تزيّنت كل منها بأزياء ملوّنة أضفت على المكان أجواء أفريقية بدت رائعة من بعيد. لكن كلّما دنونا من المكان شعرنا بالفارق الكبير بين مجتمعات العالم وثقافاتها. قد تبدو تلك الأزياء والرّقصات رائعة في بلاد اعتادت عليها وباتت ضمن تقاليدها، بيد أنّها تبقى بالنسبة لغالبية أهل الشرق غريبة أو إباحية. فالثياب شبه عارية وبعض العروض قد لا تصلح حتى للبالغين، في يوم الإثنين المخصّص لهم، بينما تميّز يوم الأحد بعروض للأطفال والعائلات، وفق التقليد المتبع منذ بداية الكرنفال حيث تنطلق شاحنات ضخمة مزيّنة، يتبعها مجموعات من الأطفال يرقصون على إيقاع الطبول الأفريقية والموسيقى الصاخبة.
وفي حديث لـ "العربي الجديد" مع أحد عناصر الشرطة البريطانية، أكّد أنّ نحو مليون شخص حضر الكرنفال يومي الأحد والإثنين، ولفت إلى أنّ كرنفال برلين للمثليين جنسياً، وحده سجّل عدداً مماثلاً منذ سنوات.

وفي السياق عينه، قال العديد من المتوافدين إلى الكرنفال، إنّ الأمطار لن تثنيهم عن الاحتفال، كما أنّ ملابسهم تجفّ بسرعة، كونها قطعاً خفيفة بالكاد تغطي جزءاً من أجسادهم.
سارت الفرق في محيط "نوتينغ هيل غيت" خلف الشاحنات التي وقف على سطحها موسيقيون وراقصون، وتبعهم الناس وهم يتراقصون على أنغام الموسيقى، أو يتناولون الطعام والشراب، حيث انتشر الباعة على أطراف الطرقات ونصب كلّ منهم خيمته لتقديم أطعمة من مختلف دول العالم.

والجدير بالذكر أنّه، كما في أي مكان مزدحم في العالم، يحاول العديد انتهاك القوانين أو كسب أرباح مادية قدر المستطاع. تقع العديد من الجرائم سنوياً خلال الكرنفال، ما أدّى إلى مطالبة بعض الجهات بإلغائه، الأمر الذي قوبل برفض منظّمي الحفل والمشاركين فيه وغضبهم.
مع الإشارة إلى انخفاض معدّل الجريمة هذا العام، ألقت الشرطة القبض على نحو 300 شخص لأسباب مختلفة، منها السرقة والاعتداء والضرر الجنائي وجرائم ضد النظام العام وتعاطي المخدّرات. كما أبلغت الشرطة أنّها احتجزت أكثر من 3500 حاوية أكسيد النيتروز خلال الكرنفال، فاستنشاق تلك المادة أو الغاز يؤدي إلى الشعور بالراحة والمرح، لكن قد يسبّب في الوقت ذاته فقدان ضغط الدم وإغماء ونوبات قلبية قاتلة.
وتعرّض بعض عناصر الشرطة للاعتداء حين كانوا يصادرون 400 أسطوانة غاز، ونقل شاب إلى المستشفى بسبب إصابات بالغة وهو بين الحياة والموت.
حدث ذلك في ظلّ تواجد مكثّف للشرطة وصل إلى سبعة آلاف يوم الإثنين، وأحاطت عناصره المكان من جميع جوانبه كما بدت متأهبة للانقضاض على أي محاولة شغب.

وشكّلت المراحيض مصدر ربح لأصحاب الحانات الذين تقاضوا مبلغاً وصل إلى ثلاثة جنيهات، للسماح باستخدامها، ذلك على الرّغم من توفير مراحيض عامّة في الشوارع، حيث وقف الناس في طوابير طويلة. أمّا معطف المطر البلاستيكي فتهافت المئات على شرائه وبمبالغ مضاعفة للوقاية من المطر. وامتلأت شوارع غرب لندن النظيفة بالنفايات التي انتشرت في كلّ مكان، في غضون ساعات.

ويقال إنّ الكرنفال يتسبّب بإزعاج لأهالي المنطقة، الذين يغادر الكثير منهم منطقة "نوتينغ هيل غيت" خلال الحفل. تلك المنطقة كانت ذات يوم وقبل نحو أربعين عاماً مقرّاً للفقراء الإنجليز والمهاجرين الكاريبيين الذين تعاركوا مع أهل البلاد الأصليين من أجل لقمة العيش، إلى أن بلغت المسألة ذروتها في عام 1958 حين هاجمت حافلات الإنجليز منازل الكاريبيين في المنطقة واعتدت على سكّانها، فنزل الناس إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم وغضبهم من تلك المعاملة العنصرية.

أمّا اليوم فيسكن في "نوتينغ هيل غيت" العديد من أثرياء لندن، وتعتبر إحدى المناطق الراقية في العاصمة، تقام فيها الكثير من الكرنفالات والاحتفالات.








ذات صلة

الصورة
شارك نحو 200 ألف في المظاهرة الداعمة لغزة، لندن 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم السبت تظاهرة حاشدة وسط العاصمة البريطانية لندن تنديداً باستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ومطالبة بوقف إطلاق النار.
الصورة
طلاب جامعة كوين ماري في لندن يتظاهرون لأجل فلسطين (العربي الجديد)

مجتمع

اتخذت إدارة جامعة كوين ماري في لندن إجراءات جديدة، عقب انطلاق المخيم الطلابي التضامني لأجل غزة الاثنين الماضي، تشمل إغلاق البوابات والمداخل..
الصورة
متظاهرون في بريطانيا يتضامنون مع غزة برش مقر وزارة الدفاع بالطلاء الأحمر (العربي الجديد)

سياسة

استهدف ناشطون، الأربعاء، مبنى وزارة الدفاع في بريطانيا بالطلاء الأحمر، تنديداً باستمرار دعم حكومة بلادهم للإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
الصورة

سياسة

شارك مئات الآلاف من المحتجين في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وهي الأحدث في سلسلة من المظاهرات المماثلة التي خرجت في مطلع الأسبوع بالمدينة منذ بدء الحرب قبل سبعة أسابي
المساهمون