103 ملايين مشاهدة على يوتيوب لفيديو كليب "إنتَ معلّم" للمغنّي المغربي سعد لمجرّد في ثلاثة أشهر. الوقت نفسه الذي نشر خلاله الفنان وائل كفوري فيديو كليب "الغرام المستحيل"، بفارق أيّام، لكنّ عدد المشاهدات لم يصل إلى ثلاثة ملايين حتّى.
أما الفنانة إليسا في فيديو كليب "يا مرايتي" الذي حظي بدعاية كبيرة من ناشطين مدافعين عن حقوق المرأة، فعدد المشاهدات يراوح عند ستة ملايين ونصف المليون.
وحده حسين الجسمي حصد 100 مليون مشاهدة لفيديو كليب "بشرة خير" المنشور قبل عام بالتمام من فيديو كليب لمجرّد. وإضافة إلى أسبقية عام كامل، فإنّه لم يصل إلى 103 ملايين. كما أنّ "بشرة خير" كانت أغنية موجّهة إلى أكبر شعب عربي هو الشعب المصري، في لحظة سياسية مفصلية هي الانتخابات الرئاسية المصرية.
هكذا، ومن دون ضجّة إعلامية كبيرة، ومن دون أن ينتبه كثيرون، باتت أغنية سعد لمجرّد أقوى أغنية عربية على يوتيوب. تلك الأغنية التي لا تخلو سهرة في بيروت أو دبي أو غيرها من الدول العربية، من بثّها وأكثر من مرّة.
أغنية سعد لمجرّد كانت سبقتها أخرى بعنوان "إنتِ باغية واحد"، وهي لم تقلّ شهرة. فهناك أكثر من نسخة مقرصنة لها على يوتيوب، بعضها بين مليون وثلاثة ملايين مشاهدة، وواحدة من نسخها شاهدها 10 ملايين تقريباً، وأخرى أكثر من 11 مليونا، وهو رقم أكبر بكثير من أرقام فيديو كليبات نجوم كبار، مثل راغب علامة، الذي لم يصل عدد مشاهدات فيديو كليب أغنيته الجديدة "أنا إسمي حبيبك" إلى سبعة ملايين طوال عام كامل.
اقرأ أيضاً: سعد لمجرد.. خوليو العرب الذي أصبح "المعلّم" في الشرق
أسباب كثيرة وراء هذا النجاح الكاسح الذي يحقّقه هذا الشاب. هو الذي حلّ ثانيا في النسخة الرابعة من برنامج "سوبر ستار" في عام 2007، ولم يحظَ بأيّ التفات من المنتجين والجمهور، رغم إصداره أغنية "واعديني" في عام 2009.
بعد خروجه من "سوبر ستار" أكمل دراسته الموسيقية في الولايات المتحدة الأميركية، وعاد عام 2013 ليبدأ الإعداد لإطلاق أغنيته الجديدة "إنتِ باغية واحد"، وقد نجحت. وفي مايو/أيار 2015 نشر فيديو كليب "إنتَ معلّم" الذي يعتبر استثناءً في الأغنية العربية الحديثة من حيث عدد المشاهدات في هذه الفترة القصيرة جدّاَ بالنسبة إلى 103 ملايين مشاهدة.
الأغنية كلماتها "جديدة" بمعنى أنّها تتوجّه إلى "مذكّر" يمكن أن يقصد به امرأة أو رجل، وتمتدحه بالقول "إنت معلّم واحنا منّك نتعلّم". لحنها جميل وفي الوقت نفسه مليئة بالإيقاعات التي تسمح للساهرين في علب الليل والمطاعم أن يرقصوا على أنغامها. وهذا جانب مهمّ من قوّة انتشارها. كما أنّ الفيديو كليب شديد الاحتراف، في حين جاءت فيديو كليبات مطربين مكرّسين أقلّ حرفة.
100 million vues on YouTube .. I Can't believe it .. Alhamdoulillah thank you dear fans الله يحفظكم لي يا رب 😍❤ pic.twitter.com/mmIjkgTRrp
— Saad Lamjarred (@Saadlamjarred1) August 8, 2015
اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب تَيْم حسن ليس وسيماً أيّتها السيّدات
الأغنية التي سبقتها "إنتِ باغية واحد" كانت مليئة بالإيحاءات، لكن في العمق كانت تهاجم المرأة العنيدة التي تريد رجلا "يكون دمو بارد، ساكت ديما جامد، تغلّطي ما يضويش"، أي "يكون بارداً وجامداً تخطئين بحقّه من دون أن ينفعل"، ويتابع: "يكون راجل لمرا، بالزاف على درويش"، بمعنى أنّها تريد رجلا "يكون طرطوراً لدى المرأة ودرويشاً، أي ساذجاً".
هذه الكلمات، في الأغنيتين، تقترب من طروحات يعايشها المراهقون والشباب هذه الأيّام، إن من حيث "البحث عن معلّم" في الوطن العربي، بغياب "الزعيم" أو "القائد" الذي يعترف له الجمهور بـ"القوّة" و"المعلمية"، أو في الجدل الموجود في كلّ علاقة أو بيت حول "السيطرة" بين الرجل والمرأة في "إنتِ باغية واحد".
هكذا دخل سعد لمجرّد قلوب المراهقين والشباب وعقولهم، وبات "حالة" حقيقية في أنحاء البلاد العربية، وبالأرقام على يوتيوب، حاصداً في ثلاثة أشهر ما يعجز عن حصاده عشرات نجوم الصفّ الأوّل في العالم العربي، مجتمعين.
اقرأ أيضاً: "إنت مقمّل"...أردنيون يسخرون من "إنت معلّم" و"يوتيوب" يحذف الأغنية