ناشطون: معاً لمحاربة المسلسلات المسيئة للسوريين

09 يوليو 2015
مشاهد عرّت المرأة من كل القيم (العربي الجديد)
+ الخط -
تباينت الآراء حول الأعمال الدرامية السورية المقدمة هذا العام، فبعضهم رأى أنها لا تمثّل الشعب السوري، وتصوره على أنه عنيف، منحل أخلاقياً ومكبوت جنسياً والخيانة من أبرز سماته، فيما اعتبر آخرون أن الأفكار منقولة من الواقع دون تجميل أو تهذيب بل إن الحقيقة أسوأ أحياناً مما يتم تمثيله.

وفي زحمة تلك الآراء، أنشأ مجموعة من متتبعي مواقع التواصل الاجتماعي صفحة على موقع "فيسبوك" تحت عنوان "معاً لمحاربة المسلسلات السورية المسيئة للسوريين"، انطلاقاً من قول ميخائيل نعيمة: "الحرب لو يعلمون، لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع فقط، بل في أفكار الناس وقلوبهم أيضاً"، إلى جانب الغيرة على سورية، ورغبتهم العميقة في الدفاع عن كل ما يخصها، وحتى الدراما التي تعكس ثقافة كل شعب". بحسب ما قاله القائمون على الصفحة لـ"العربي الجديد".

لاقت الصفحة تفاعلاً مقبولاً، إذ تجاوز عدد المعجبين بها أكثر من 3 آلاف، خلال يومين من انطلاقها. ومضمون رسالتهم أن "علينا تسجيل موقف اجتماعي، وأن نرفع صوتنا لنقول كفى للانحلال الأخلاقي الذي سوف ينشأ عليه جيل بأكمله، خصوصاً أنه بعد هذه الجرأة في الطرح ومع تقادم الزمن سيصبح العيب مباحاً، والمنفر مألوفاً".


ويرى مسؤولو الصفحة، أن مشاهد السرير طغت على الأعمال الدرامية لهذا العام، وقدمت إيحاءات غرائزية غير مقبولة، مستهجنة من غالبية شرائح المجتمع السوري، "أي عمل يطرح مجموعة من الأفكار والحالات التي تنتمي إلى الواقع السوري، وهذا واقع لا ننكره، لكننا ضد تعميمه، ضد المشاهد الإباحية، التي تزيد جرعتها أكثر كل عام، وخاصة مسلسل عناية مشددة، ومشاهد الفنانة، لينا كرم، المبتذلة التي أحدثت ضجة عارمة واستياء كبيراً".

ووجهت الحصة الأكبر من النقد لمسلسل، صرخة روح، الذي تناول قصص الخيانة في خماسيات بأجزائه الثلاثة، "المسلسل طرح أفكاراً مخيفة بعيدة كل البعد عن المجتمع السوري، مثل زنا المحارم (خيانة امرأة لابنتها مع زوجها) و(خيانة امرأة لزوجها مع أخيه) حتى شعرنا بالغثيان من مشاهد تخطت كل الخطوط الحمراء، إضافة إلى أنه عرّى المرأة من كل القيم فأصبحت الخيانة شيئاً من صفاتها"، كما لم يمر مسلسل باب الحارة دون أن ينال حصته من النقد أيضاً.

وطالب المشرفون على الصفحة، أن تكون شركات الإنتاج، أكثر حذراً في اختيار النصوص، وألاّ تعمم الحالات الفردية والقليلة في مجتمعنا، وتصبح وكأنها قضية المجتمع السوري. حيث إنها أهانت تاريخ الإبداع السوري في المجمل، وبشكل خاص الأعمال المنتجة، منذ عام 2000، والتي كسبت ثقة الجمهور ودخلت كل منزل في المحيط العربي.

وأخيراً، تمنى القائمون على الصفحة أن تصل رسالتهم الفنانين بصدر رحب "بأن يقدموا أعمالاً نخبوية لطيفة، كالتي اعتدنا عليها سابقاً، علّها تساعد في شفاء الجروح وتعيد ما فقدناه من أحاسيس، جميعنا غيور على العملية الفنية السورية، لأنها صناعة عظيمة ونخبوية خرّجت مبدعين وضعوا بصمتهم العميقة في تاريخ دراما الوطن العربي، وكانوا دائماً الأوائل".

اقرأ أيضاً: نقابة الفنانين السوريين تفصل فنانين موالين ومعارضين ومعتقلة

 
دلالات
المساهمون