قبّعات اليمن: تقليد وموضة

31 يوليو 2015
لا تخرج المرأة التهامية بلا قبّعة (العربي الجديد)
+ الخط -
باكراً جداً تتناول أم عبد الله طعام الإفطار على عجل، وتخرج إلى الحقل حيث تشتغل بالزراعة، بعيداً من منزلها في محمية برع بمحافظة الحديدة، غرب اليمن. تحمل قارورة مياه الشرب، ولا تنسى ارتداء قبعتها الطويلة المصنوعة من القشّ. قبّعة ابتكرت خصّيصاً للمرأة الريفية حتّى باتت جزءاً من هويتها، ولها وظائف متعدّدة.
رغم تدهور الوضع في البلاد تستمرّ المرأة اليمنية، تحديداً في الأرياف، في كفاحها لأجل لقمة عيش أسرتها، إلى جانب الرجل. تقطع مسافات طويلة مشياً على قدميها... وتصطحب القبّعة معها إلى كلّ مكان.

كيفية صناعتها

محمد الحفاشي، مالك متجر لبيع القبعات في مدينة باجل، أكّد لـ"العربي الجديد" أنّه يعمل في هذه المهنة منذ عقود: "تصنع هذه القبّعات من سعف النخيل وشجرة الطفي شبيه ورد "الكاذي"، أو ما يسمّى قلب الشجرة، وهو أبيض اللون، تقصّ أوراقه بشكل طولي، وكلّما كانت القصّة صغيرة أقرب إلى الخيط الرقيق تكون القبعة أكثر جاذبية وسعرها يرتفع".
يراوح سعر القبّعة بين 200 و500 ريال يمني. وتستخدم نساء المناطق الحارّة هذا النوع من القبعات للوقاية من الشمس أثناء العمل في الزراعة أو خلال التسوّق.
بأيدي النساء وبطرق فنية تتمّ صناعة القبّعات من الخيوط المقصوصة. تنسج الخيوط بأشكال مختلفة مع ترك فتحات هوائية متفرّقة كي تساعد على تهوئة شعر المرأة وتلطيف الحرارة على رأسها. أما في المناطق الداخلية فتضع النسوة عصبة على الرأس. وهي تختلف من منطقة إلى أخرى.

للزينة والأعراس

وفي المنازل تستعمل كزينة للخيمة التهامية المعروفة، وأحياناً كزيّ شعبي في الأعراس. فهناك قبّعات أخرى تصنع من الحصير الفاخر. تصمّم على شكل "رأس العشّة" التهامية وتطرّز بالفضّة. تتدلّى "شلاشلها" ويصل سعر الواحدة إلى 50 دولاراً أميركياً.
لا يقتصر لباس القبّعات على المرأة التهامية، لكنّها الأكثر استخداماً لها، بسبب طبيعة المدينة الحارّة. كما نراها في محافظة حضرموت جنوباً وفي أرياف تعز شمالاً.

اقرأ أيضاً: المطاعم اليمنية وصلت إسطنبول


"المقلمة"

تأتي في المرتبة الثانية بعد القبّعة تسمّى "المقلمة": قطعة قماش طويلة تلفّها المرأة على رأسها بشكل جميل، من اللونين الأسود والأحمر. من وظائفها تغطية الشعر من جميع الجوانب، لأنّ ظهور شعر المرأة كان عيباً في العرف التهامي، خصوصاً خارج المنزل.
الوظيفة الثانية للمقلمة هي اتّقاء أشعة الشمس لئلا تؤذي الشعر والدماغ. إضافة طبعاً إلى شكلها الجميل، الذي يظهر من خلال الطريقة البديعة التي بها تلفّ المرأة هذه القطعة من القماش على رأسها. طريقة تجمّل تناغم اللونين الأسود والأحمر مع وجه المرأة وبقية الزيّ.
وكيل وزارة الثقافة اليمنية عبد الهادي العزعزي، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإنسان اليمني منذ القدم كان حريصاً على صنع هذه القبعات النسائية وتصميمها بأجمل الأساليب الفنية الدقيقة، كي تعكس الروح الإبداعية لهويّته اليمنية، وكي تعبّر عن نظرته إلى الحياة في كلّ الظروف المناخية".

اقرأ أيضاً: المغنون اليمنيون... قادمون
المساهمون