فنانون ونقاد: الميهي ساند تلاميذه معنوياً ومادياً

26 يوليو 2015
الميهي لم يخذل أحداً (فيسبوك)
+ الخط -
ما زال الحزن يسود الوسط الفني بعد أيام قليلة على رحيل أحد رواد السينما التجريبية العربية، المخرج رأفت الميهي، وللنجوم الذين عملوا معه وعرفوه فنياً وإنسانياً ذكرياتٌ خاصة شاركوها مع "العربي الجديد".

وعن الراحل قال الفنان عادل إمام في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "كانت سينما رأفت الميهي تدور في فلك مغاير تماماً عن السينما المعتادة، ويكفي أن نقول عنها سينما رأفت الميهي، ولذلك دلالةٌ على تفرده واختلافه من خلال نوعية الأعمال التي يقدمها".

وعن التعاون الذي جمعه بالميهي في فيلم "الأفوكاتو"، قال إمام "إن الراحل كان يضفي على الكواليس مناخاً جميلاً، فعلى الرغم من جديته وصرامته في العمل ورهبة كل من في الاستوديو منه، كان يُصادق كل الموجودين داخل البلاتوه سواء كانوا فنانين أو فنيين، فور انتهائه من تصوير المشاهد".
كما وصفه إمام "بالمخرج الحنين" الذي كان وعلى الرغم من انشغالاته يُنصت لأي شخص واقع في أزمة أو مشكلة، ويحاول مساعدته لإيجاد الحلول. وقال إمام:"الميهي شخصية لن تتكرر في هذا الزمان، فهو كما يقال من زمن ولى ولم يعد".

اقرأ أيضاً:
في مشهد معتاد غير لائق..الفنانون يغيبون عن جنازة الميهي

أمّا مخرجة الأفلام الوثائقية نيفين شلبي، فقالت إنها "تدين بالفضل للميهي الذي دعمها وساندها، ولم يبخل عليها يوماً على النطاقين المادي والمعنوي لتصبح مخرجة".

وعن مساندة الميهي المادية لها روت كيف أنها كانت على وشك الانسحاب من أكاديمية الفنون بسبب عدم قدرتها على تغطية رسوم الدراسة، وأمّن لها الميهي يومها تخفيضاً وساعدها بتقسيم الدفعات على مراحل، وعلى الرغم من خبرتها الضئيلة، سعى الميهي لتأمين وظيفة مؤقتة لها كـ"مونتيرة" في الأكاديمية حتى تحصل على أموال إضافية. وقالت شلبي: "كان رجلا عظيما يساعد الجميع دون استثناء، هو لم يخذل أحد وأنا أعتبره والدي الروحي".

للفنانة داليا البحيري تجربة مع الراحل أيضاً بفيلم "علشان ربنا يحبك"، وروت لـ"العربي الجديد" كيف أنها "كانت سعيدة جداً بأنها شاركته التجربة التي تعتبرها مختلفة، حيث إن العمل كان فيلماً خفيفاً، وعلى الرغم من ذلك أضفى عليه الميهي ثقلاً خاصاً لم يفقد به الجانب الكوميدي". وأضافت: "استطاع الميهي أن يحقق تعادلاً صعباً في أفلامه بين الحفاظ على خفة الظل في السيناريو وإضفاء روحه الجادة عليه"، مشيرةً إلى أنه كان منتجاً للفيلم أيضاً، ولم يبخل على الإطلاق بدعم الوجوه الجديدة التي شاركت بالأداء.

أمّا الناقد السينمائي طارق الشناوي فقال: "كان الميهي من أعظم من حوّل الروايات الأدبية إلى أفلام سينمائية، كتبها بإحساسه الخاص كسيناريست ليضفي عليها حالة من السينمائية البعيدة عن الأدبية، مع الاحتفاظ فقط بروح الرواية؛ وهو ما يُطبق مثلاً على رواية "قليل من الحب كثير من العنف" لفتحي غانم". وأضاف: "لم ينتظر الميهي عائداً مادياً من السينما، بل كان ينفق أحياناً من حسابه الخاص حتى يقدم سينما بالشكل الذي يريده ويحلم به، ولا ننسى كيف استدان من البنوك، وكاد أن يُغرق نفسه بأزمات مادية من أجل حلم عودة استوديو جلال إلى وهجه وتألّقه".

وختم الشناوي قائلاً: "أقل ما يُقال عن الميهي أنه كان عاشقاً بالمعني الحرفي للكلمة، عاشقاً لفنّ السينما، وكان ذلك الحب يسري في دمائه دون انتظار مقابل أو عائد في وقتٍ  حققت فيه أفلامه أعلى الإيرادات السينمائية، وكان الجمهور ينتظر أفلامه بفارغ الصبر".

اقرأ أيضاً:
نجوم السينما المصرية: هذا ما تعلّمناه من رأفت الميهي 
المساهمون