الدبّ القطبي قد يموت جوعاً بسبب ذوبان الجليد

19 يوليو 2015
وجود الدبّ القطبي بات مهدّداً (Getty)
+ الخط -

الدبّ القطبي هو بلا منازع ملك الغطاء الجليدي الذي يكسو القطب المتجمّد الشمالي لكوكب الأرض. لكنّ استمرار اختفاء جليد القطب، حيث اعتاد على صيد فرائسه من الفقمة، بدأ يسبّب له حرماناً من الغذاء خلال الصيف، الأمر الذي يهدّد وجود هذا الكائن المفترس المهيب الجانب، ذي الفراء الأبيض.

يرى بعض الخبراء، أنّ الدب القطبي ربما يتمكّن من تلافي آثار ندرة الغذاء من خلال الدخول في فترة من "البيات وهو يسير على قدميه" خلال فصل الصيف مع ذوبان الجليد. وهي حالة تتّسم بالحفاظ على الطاقة عبر الحدّ من النشاط وتقليل معدّلات التمثيل الغذائي. وهي تتشابه تماماً مع فترات "البيات الشتوي" التي تلجأ إليها بعض أنواع الدببة الأخرى.

وأوضحت نتائج دراسة نشرت، الخميس الفائت، أنّ ذلك لا يحدث. إذ توصّل باحثون ظلّوا يراقبون درجات حرارة الجسم ومستويات النشاط والحركة لنحو ثلاثين دبّاً قطبياً، أنّها لم تحدّ من استهلاك الطاقة صيفاً إلا بقدر ضئيل لا يكفي لتعويض الحرمان الغذائي الذي يكابده الدبّ شتاءً.

وتشير هذه النتائج إلى أنّ الدبّ القطبي عاجز عن الحدّ من نشاطه لتمديد فترات اعتماده على دهون خزّنها جسمه للأوقات الصعبة. وقال أستاذ علوم الحيوان ووظائف الأعضاء في جامعة وايمونج، ميراف بن دافيد، إنّه "ليس بمقدور الدببة خفض معدّلات تمثيلها الغذائي إلى مستويات قريبة من البيات الشتوي". وأضاف عالم الأحياء في جامعة وايومنج، جون ويتمان: "وجدنا أنّ الدببة تبدي ردّاً تلجأ إليه جميع الثدييات أمام نقص الغذاء صيفاً، بما في ذلك الخفض البطيء لمعدّلات متوسّط النشاط ودرجات الحرارة".


اقرأ أيضاً: برلين: الدبّة القطبية المسنّة توسكا داوى عذاباتها القتل الرحيم

هكذا يثير القلق بشأن مستقبل الدبّ القطبي فقدان الجليد في القطب الشمالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسط ظروف التغيّر المناخي العالمي. فالدبّ يفترس ويتصيّد الفقمة في البحار الجليدية، خصوصاً بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران. وخلال تلك الفترة تراكم الدببة مخزوناً من الدهون يساعدها على تحمّل المعيشة صيفاً عند ذوبان جليد القطب.

لكن مع ارتفاع درجات الحرارة يذوب جليد البحر مبكّراً في فصل الربيع، وفي بعض المناطق يؤدّي ذلك إلى الحدّ من احتمالات الصيد أمام الدببة. ما يقلّل مخزونها من الدهون. وقد تهدّد مثل هذه الحالة المتردية أجسام الدببة قبل حلول الشتاء، وخلال الشتاء قد تهدّد حياتها. 

بعض العلماء جمعوا معلومات عن الدببة على الشاطئ وعلى جليد بحر بيفورت في المحيط المتجمّد الشمالي بالأصقاع الشمالية لآلاسكا وكندا، ومن خلال جراحات بسيطة زرعوا أجهزة دقيقة لتسجيل درجات حرارة أجسام الدببة كلّ ساعة. ووضعوا حول رقاب بعضها أطواقاً مرتبطة بالأقمار الصناعية لرصد تحرّكاتها ومعدّلات نشاطها.

وقال ويتمان: "حتّى الآن ترتبط الدببة بالجليد. وتقضي معظم الدببة سني حياتها وسط الجليد. وفي بعض المناطق تولد هذه الدببة وتنفق على الجليد. وربما لا تطأ أقدامها الأرض أبداً".

ومن بين التحديات الأخرى التي يواجهها الدبّ القطبي هي عمليات التنقيب عن النفط والغاز، واصطياده على أيدي السكان الأصليين. وهي عوامل تصبح ذات أثر ضئيل إذا ما قورنت بفقدان الغطاء الجليدي.

اقرأ أيضاً: القارة القطبية الجنوبية مختبر دولي لإنقاذ الأرض

المساهمون