"اللي بحبا بعثية".. أغنية الإلفة مع الحرب

04 يونيو 2015
من الفيديو (يوتيوب)
+ الخط -
للتحايل على الموت، يبتكر الشباب السوري الأغنيات وقصص الحبّ إلى جانب النكات والأهازيج.. حتى مصطلحات الحرب المعقّدة، البعيدة عن أي رومانسية، مثل: "مدفع جهنّم، صاروخ، قذيفة، برميل، كيماوي.." تحوّلت إلى أغانٍ شعبية، وثّقت الحالة السورية والاختلافات الحاصلة بين فئات الشعب السوري، بشكل مختلف، محاولة المناورة على الحبّ، فهو الوحيد القادر على تجاوز تلك الاختلافات.
"اللي بحبا بعثية" عنوان أغنية بين شابين عاشقين، تقول "مدفع جهنم قلبي، بعتو عالبلكونة، هالحصار شو بيلبقلي لما جنبي بتكوني، ضربيني بميغ وبرميل وبالرمان والفتيل والسكين وزتيلي هالشريحة"، ترد الفتاة، "روحي حاجز نظامي، روسية وخف رياضة وعمري كلو بيرخصلك من الحولة للبياضة". إذاً حُولت مصطلحات الحرب التي باتت مألوفة جداً لدى الشعب السوري لمفردات رشيقة تغنى، ومع كليب اعتمد البساطة المطلقة.
كانت رسالة الفيديو كليب، الذي صوّر بطريقة "السيلفي"، واضحة وبسيطة. تجوّلت الكاميرا برفقة عاشقين يمشيان، الفتاة، لافا مسلّم، موالية وكثيراً ما اهتمّت بشكلها وهي تتجول في المجمعات التجارية والحدائق، أما الشاب المعارض، جواد حبال، فظهر في أماكن وعشوائيات مدمّرة، بسبب قصف قوات النظام للمدن التي طالبت بإسقاطه، في حين ينتهي الكليب نهاية تراجيدية، بعكس المجرى الكوميدي للكليب، فهما كروميو وجولييت، ابني العائلتين المتناحرتين اللدودتين، لا يلتقيان، في إشارة لصعوبة تقارب الاختلافات التي مزّقت السوريين.
ويقول جواد الحبال، مؤدي الأغنية، لـ"العربي الجديد" إن "الكلمات لا تحمل بين طياتها مجرد سخرية فقط، إذ إنها في الوقت نفسه تحمل كوميديا سوداء قاسية قاتمة، فاستخدام كلمات مثل "الهاون، المدفع، شبيحة، حصار" هو بحد ذاته جريمة إنسانية، لا يوجد ما يعاقب عليها قانونياً بعد، ولكن نتائج التعايش مع الحرب ومصطلحاتها ستؤدي لنتائج تحتاج سنوات لإبعادها عن ذهنية الكبار قبل الأطفال".
وعن ردود أفعال الجمهور، أضاف أنه "من الجميل والمحزن في آن أن الجمهور تلقف الأغنية بآراء عديدة، فابتعدوا عن البياض والسواد، أي القبول أو الرفض القاطعين، فأتت الآراء متفاوتة بهوامش كبيرة أيضاً، أعتقد أن ليس من حقنا الحديث عن هدف العمل، قدّمناه وانتهينا، دورنا الآن يتلخص بالإنصات لقول المشاهد، هو الوحيد الذي يمكنه أن يرى العمل باستقلالية - وإن طغت التوجهات عليها - عن ظروف العمل وطبيعته".
فالأغنية جمعت البساطة المفرطة في الكلامَ واللحن وحتى الإنتاج الذي فضّل فريقه عدم ذكر أسمائهم، كانت ظروف التصوير صعبة، وكذلك المونتاج وتسجيل الموسيقى والأصوات، ويشار إلى أن الأغنية كانت جزء من مشروع "سوريا تغنّي" الذي قامت به مؤسسة لمبة للإنتاج الفني.
دلالات
المساهمون