ماء الزهر المقطّر من شجر مغدوشة

14 ابريل 2015
زجاجات ماء الزهر والورد (العربي الجديد)
+ الخط -
يعود عمر بعض أشجار مغدوشة اللبنانية إلى نحو 150 سنة، وتُقطف الشجرة بين مرتين وأربع مرات في الموسم بحسب الطقس، فيعمل أهالي البلدة على تقطير الزهر وتحويله إلى ماء زهر، وهي مهنة ورثوها أباً عن جد وما زالوا يُحافظون على تقليدهم في التقطير يدوياً.

تحترف أمهات البلدة هذه المهنة، ويعتمدن على "كركة" صغيرة تتسع لـ 5-8 كلغ من الزهر توضع على الغاز، والزهر بداخل "الكركة" يُغمر بالماء، ثم يُقفل عليه بالقسم العلوي من "الكركة" حيث توضع المياه الباردة، ويجري "تطيين" الوصلة بواسطة الرماد أو الطحين المجبول بالماء، منعاً للتبخر في اتجاه الخارج، ويُمكن تقوية النار في بداية "النزل"، وعندما تبدأ قطرات الماء تخرج من أنبوب متصل بـ "الكركة"، فمعنى ذلك أن الزهر بدأ يتحول إلى بخار، فماء.

عندها ينبغي تخفيف النار إلى أقصى حدٍ، بحيث تنزل القطرات قطرة قطرة، على أن المطلوب الانتباه بشكل دائم إلى تغيير الماء في القسم العلوي كلما فتر واستبداله بالماء البارد الذي يلعب الدور الأساسي في تحويل البخار الداخلي إلى ماء الزهر. ثم تعبأ القطرات في قوارير متوسطة، ويُحكَم إغلاقها منعاً لتسرب الرائحة.

يبدأ عادة موسم قطاف زهر الليمون في الثلث الأول من شهر آذار (مارس)، ويستمر حتى نهاية نيسان (أبريل)، والأهم يتمثل في نوعية حبة الزهر كلما كانت كبيرة وناضجة كلما كانت أفضل وأطيب، ويُفضّل أن لا يتعدى تفتح الزهرة 15% حتى لا يتعارض نضوجها مع رائحتها الزكية.

إن استعمالات "ماء الزهر" كثيرة، ومنها إضافة قليل منه إلى الحلويات العربية لمنحها نكهة خاصة، ويُفضل البعض القهوة البيضاء بدلاً من القهوة التقليدية، وهي تُعدّ بالماء الساخن وقليل من السكر وماء الزهر، فضلاً عن استخدامه في الطب المنزلي ولآلام البطن لدى الأطفال والكبار على حد سواء.

يعتبر أهالي بلدة مغدوشة أن تقطير الزهر مهنة متعة لا يشعر بها إلا من يحترفها، وهي سهلة لا تحتاج إلا إلى خبرة ونظافة وانتباه. تعتبر البلدة رائدة في صناعة "ماء الزهر" إلا أن سكانها يصنعون أيضاً شراب الورد، بوصفير وغيرها.
المساهمون