فوق جبل القلعة الأكثر ارتفاعاً في مدينة السلط الأردنية (شمال غرب العاصمة عمّان) يرفرف العلم التركي إلى جانب العلم الأردني، أمام "صرح الشهداء الأتراك" الذي يشكل إضافة إلى أنه تحفة معمارية حديثة العهد، سجلاً تاريخياً دامياً للوجود التركي العسكري في المدينة، أثناء حكم الخلافة العثمانية للأردن.
الصرح الذي يتربع على قمة الجبل في منطقة تسمى الخندق، بدأ العمل لإنشائه منتصف عام 1994 في عهد الرئيس التركي سليمان ديمريل، وافتتح قبل نهاية ذلك العام، ليخلد ذكرى 300 جندي تركي من الفيلق الرابع، سقطوا على يد القوات الإنجليزية، المتحالفة مع قوات الثورة العربية الكبرى، خلال معركة السلط التي وقعت في الفترة ما بين 24-26 مارس/ آذار 1918.
كان النصب عبارة عن مبنى صغير احتوى على قبر جماعي لرفات الجنود الذين عُثر عليهم داخل سرداب أرضي في أحد الكهوف، جرى تحسينه خلال السنوات اللاحقة، ليشتمل على حدائق ومتحف حربي صغير يخلد الوجود العثماني في المنطقة، وجدارية كتب عليها أسماء الجنود، افتتحه في صورته النهائية عام 2009، الرئيس التركي السابق عبد الله غول. ويتبع الصرح لوزارة الدفاع التركية، حيث تملّكت الأرض المقام عليها الصرح، فيما تشرف الملحقية العسكرية في السفارة التركية في الأردن عليه.
يتذكر سكان المنطقة المكان قبل تشييد النصب، حيث كان منطقة موحشة، تحتوي في أحد أطرافها مكباً للنفايات، يقول الثلاثيني سائد الساكت: "جميع سكان المنطقة كانوا يعرفون قبل إنشاء النصب بوجود جثث الجنود الأتراك"، وبحسبه فإن شبان المنطقة كانوا يختبرون جرأتهم بالدخول إلى السرداب الذي يحتوي على الجثث، وكان الإثبات أن يجلب الشخص معه شيئاً من المحتويات والتي غالباً ما تكون عظاماً أو جمجمة أو بعضاً من مقتنيات الجنود.
ويشير الساكت إلى أن ارتفاع السرداب لم يكن يتجاوز متراً ونصف متر، وكانت الجثث ملقاة بداخله من دون أن تُدفن تحت التراب. وتؤكد ذلك صورة معلقة داخل المغارة، التقطت في عام 1973، من داخل السرداب حيث تظهر بقايا الرفات المتناثرة.
اليوم اختفى السرداب، بعد أن استخرجت منه رفات الجنود التي دفنت في قبر جماعي داخل الكهف، حيث أغلق بكتل صخرية تم تشكيلها لتظهر على اعتبارها نهاية الكهف. يقول الساكت: "في السابق لم يكن يأتي أحد من خارج المنطقة لزيارة المكان، لكن بعد بناء الصرح أصبحت المنطقة مقصداً للسياح، خاصة الأتراك الذين يزورن قبر الجنود، ويحيون ذكراهم كل عام".
وفيما يعتقد بعض الأهالي أن تشييد الصرح، ورفع العلم التركي عليه، يمثل مصالحة تاريخية مع الأتراك، ورثة العثمانيين، ودليلاً على نهاية الأحقاد الدفينة، يعتقد آخرون أن تخليد ذكرى الجنود يمثل إهانة لسكان المدينة، خاصة أن القوات العثمانية قتلت العديد من أبنائهم. يقول الثمانيني أبو فلاح: "الجنود الأتراك قتلونا واليوم بدهم نروح نقرأ الفاتحة على روحهم!"، ويرى أن الإجراء الصحيح كان إرسال الجثث لدفنها في تركيا. وتشير الوقائع التاريخية التي سبقت المعركة التي سقط فيها الجنود، إلى إقدام القوات العثمانية حينها على قصف مدينة السلط بالقذائف التي خلفت عشرات القتلى في صفوف المدنيين.
ويتواصل النقاش على صفحة مدينة السلط على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، حول موقف أهل المدنية من الصرح بعد سنوات عديدة على إنشائه، فقبل أشهر قليلة كتب أحد الناشطين على الصفحة "أكبر إهانة لنا في السلط ما يسمى بمقبرة "الشهداء الأتراك" إذا هم أصبحوا شهداء فأجدادنا الذين ماتوا على أيديهم ماذا نسميهم؟؟".
وكانت غالبية التفاعلات تؤيد وجهة النظر الرافضة لوجود الصرح، حتى إن إدارة الصفحة ردت على من دافع عن الجنود القتلى على اعتبارهم قتلوا على يد الإنجليز، بقولها "حتى لو الإنجليز قتلوهم.. إحنا كعرب تحالفنا مع الإنجليز عشان يطلعوا الأتراك بعدين إجوا احتلونا الإنجليز.. يعني الجهتين محتلين... وما بيصير نسمي أي قتلى منهم شهداء... وكثير من أبناء السلط انقتلوا على أيدي الأتراك".
ورغم المواقف المتشنجة من الصرح، إلا أن المسؤولين وبعضهم من المدينة، يشاركون بشكل مستمر في التأبين السنوي الذي تقيمه السلطات التركية داخل الصرح في الذكرى السنوية للمعركة التي سقط فيها الجنود.
الصرح الذي يتربع على قمة الجبل في منطقة تسمى الخندق، بدأ العمل لإنشائه منتصف عام 1994 في عهد الرئيس التركي سليمان ديمريل، وافتتح قبل نهاية ذلك العام، ليخلد ذكرى 300 جندي تركي من الفيلق الرابع، سقطوا على يد القوات الإنجليزية، المتحالفة مع قوات الثورة العربية الكبرى، خلال معركة السلط التي وقعت في الفترة ما بين 24-26 مارس/ آذار 1918.
كان النصب عبارة عن مبنى صغير احتوى على قبر جماعي لرفات الجنود الذين عُثر عليهم داخل سرداب أرضي في أحد الكهوف، جرى تحسينه خلال السنوات اللاحقة، ليشتمل على حدائق ومتحف حربي صغير يخلد الوجود العثماني في المنطقة، وجدارية كتب عليها أسماء الجنود، افتتحه في صورته النهائية عام 2009، الرئيس التركي السابق عبد الله غول. ويتبع الصرح لوزارة الدفاع التركية، حيث تملّكت الأرض المقام عليها الصرح، فيما تشرف الملحقية العسكرية في السفارة التركية في الأردن عليه.
يتذكر سكان المنطقة المكان قبل تشييد النصب، حيث كان منطقة موحشة، تحتوي في أحد أطرافها مكباً للنفايات، يقول الثلاثيني سائد الساكت: "جميع سكان المنطقة كانوا يعرفون قبل إنشاء النصب بوجود جثث الجنود الأتراك"، وبحسبه فإن شبان المنطقة كانوا يختبرون جرأتهم بالدخول إلى السرداب الذي يحتوي على الجثث، وكان الإثبات أن يجلب الشخص معه شيئاً من المحتويات والتي غالباً ما تكون عظاماً أو جمجمة أو بعضاً من مقتنيات الجنود.
ويشير الساكت إلى أن ارتفاع السرداب لم يكن يتجاوز متراً ونصف متر، وكانت الجثث ملقاة بداخله من دون أن تُدفن تحت التراب. وتؤكد ذلك صورة معلقة داخل المغارة، التقطت في عام 1973، من داخل السرداب حيث تظهر بقايا الرفات المتناثرة.
اليوم اختفى السرداب، بعد أن استخرجت منه رفات الجنود التي دفنت في قبر جماعي داخل الكهف، حيث أغلق بكتل صخرية تم تشكيلها لتظهر على اعتبارها نهاية الكهف. يقول الساكت: "في السابق لم يكن يأتي أحد من خارج المنطقة لزيارة المكان، لكن بعد بناء الصرح أصبحت المنطقة مقصداً للسياح، خاصة الأتراك الذين يزورن قبر الجنود، ويحيون ذكراهم كل عام".
وفيما يعتقد بعض الأهالي أن تشييد الصرح، ورفع العلم التركي عليه، يمثل مصالحة تاريخية مع الأتراك، ورثة العثمانيين، ودليلاً على نهاية الأحقاد الدفينة، يعتقد آخرون أن تخليد ذكرى الجنود يمثل إهانة لسكان المدينة، خاصة أن القوات العثمانية قتلت العديد من أبنائهم. يقول الثمانيني أبو فلاح: "الجنود الأتراك قتلونا واليوم بدهم نروح نقرأ الفاتحة على روحهم!"، ويرى أن الإجراء الصحيح كان إرسال الجثث لدفنها في تركيا. وتشير الوقائع التاريخية التي سبقت المعركة التي سقط فيها الجنود، إلى إقدام القوات العثمانية حينها على قصف مدينة السلط بالقذائف التي خلفت عشرات القتلى في صفوف المدنيين.
ويتواصل النقاش على صفحة مدينة السلط على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، حول موقف أهل المدنية من الصرح بعد سنوات عديدة على إنشائه، فقبل أشهر قليلة كتب أحد الناشطين على الصفحة "أكبر إهانة لنا في السلط ما يسمى بمقبرة "الشهداء الأتراك" إذا هم أصبحوا شهداء فأجدادنا الذين ماتوا على أيديهم ماذا نسميهم؟؟".
وكانت غالبية التفاعلات تؤيد وجهة النظر الرافضة لوجود الصرح، حتى إن إدارة الصفحة ردت على من دافع عن الجنود القتلى على اعتبارهم قتلوا على يد الإنجليز، بقولها "حتى لو الإنجليز قتلوهم.. إحنا كعرب تحالفنا مع الإنجليز عشان يطلعوا الأتراك بعدين إجوا احتلونا الإنجليز.. يعني الجهتين محتلين... وما بيصير نسمي أي قتلى منهم شهداء... وكثير من أبناء السلط انقتلوا على أيدي الأتراك".
ورغم المواقف المتشنجة من الصرح، إلا أن المسؤولين وبعضهم من المدينة، يشاركون بشكل مستمر في التأبين السنوي الذي تقيمه السلطات التركية داخل الصرح في الذكرى السنوية للمعركة التي سقط فيها الجنود.