نهاد بكرون.. غزّي يبصر بالموسيقى

04 أكتوبر 2015
علّم العشرات ومنهم من بات مشهوراً (العربي الجديد)
+ الخط -
يكاد لا يمرّ يوم على الفنان الفلسطيني نهاد بكرون (55 عاما)، دون أن يشرف على إحياء فعالية فنية أو حفلة زفاف في إحدى مناطق قطاع غزّة، منتصراً بذلك على إعاقته البصرية التي ولدت معه نتيجة مرض وراثي.

فقد خاض المكفوف بكرون غمار الفنّ وهو لا يزال طفلا لم يكمل العاشرة من عمره، بعدما التحق بمدرسة متخصّصة بتعليم فنون الموسيقى في الضفة الغربية، وتفوّق على أقرانه من الأصحاء والمكفوفين في القدرة على الفهم والتطبيق السريع، فنال ثقة أساتذته وبات مشهوراً.


يقول بكرون لـ "العربي الجديد" إنّ سرّ تفوقه يكمن في دمج إحساسه الداخلي مع الأنغام الموسيقية، فولد شغفه بتعلّم العزف والتعرف إلى الآلات الموسيقية. ويروي أنّ مشواره ارتبط بانتباه أحد أساتذة المدرسة أنّ جسد بكرون يتحرّك ويتفاعل تلقائياً مع الألحان، فاصطحبه معه إلى حفلة محلية.


لاحقاً أتقن العزف على البيانو ثم الأكورديون، وقبل أن ينهي عامه العشرين عزف على الأرك، ثم الناي والمزمار، وراح يطوّر قدراته الغنائية. وفور انتهاء دراسته أسّس فرقة لإحياء حفلات الزفاف مع ستة مكفوفين، اسمها "زهرة المدائن"، عملوا معاً ستّ سنوات. وكان في الوقت نفسه يعلّم العزف لمبصرين ومكفوفين.

أقرأ أيضًا:أوتار العود والكمان..تداوي أطفال غزة من ذوي الاحتياجات الخاصة

"طوال سنوات علّمت أكثر من 100 شخص، أفراداً ومجموعات، بعضهم الآن يقود فرقاً فنية مشهورة على مستوى القطاع، والأمر نفسه ينطبق على أبنائي الأربعة الذين اكتسبوا مني الفن منذ صغرهم، وباتوا يمارسونه في الميدان دون معيقات"، يقول بكرون، ويضيف كاشفاً أنّ الزعيم الراحل ياسر عرفات انهال عليه بكلمات الثناء والتشجيع عندما شاهده في إحدى حفلات مركز النور للمكفوفين، وسط غزّة عام 1996. ويفاخر بأنّ الفنانين المصريين عمار الشريعي وسيد مكاوي يُعتبران مصدر إلهام له.


أقرأ أيضًا:"فوتي فيوجن": النضال الفلسطيني... موسيقياً

لكنّه يشتكي من تراجع المردود المالي ومن ارتفاع أسعار المعدات والآلات الموسيقية بسبب القيود الإسرائيلية على القطاع منذ تسع سنوات، وبسبب تردّي الأوضاع المعيشية.

المساهمون