نساء مهاجرات يقتنصن جائزتين في "أوروبا-الشرق للفيلم الوثائقي"

21 أكتوبر 2015
رجاء الصديقي تفوز بجائزتَي الجزيرة الوثائقية وأفضل إخراج (فيسبوك)
+ الخط -
اقتنص فيلم "أجي-بي، نساء على مدار الساعة" للمخرجة المغربية الشابة رجاء الصديقي جائزتَي الجزيرة الوثائقية وأفضل إخراج في نهائيات مهرجان "أوروبا – الشرق للفيلم الوثائقي" الذي نظمته الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية في أصيلة شمال المغرب.

ويحكي الفيلم (66 دقيقة) قصة مريم، مصففة الشعر التي تعمل بشوراع الدار البيضاء وتعيش ضمن مجتمع صغير من النساء السنغاليات اللواتي تقطعت بهنّ السبل في المدينة، مدفوعات بين الاستقرار في المغرب أو العبور لأوروبا. "آجي-أختي" هي صرخات مريم طوال النهار في محاولة لجذب انتباه الزبائن المحتملين من الإناث اللواتي يسرن في شوارع المدينة القديمة بالدار البيضاء، إذ تحاول مريم إيجاد سبل للبقاء على قيد الحياة في أوقات عصيبة تواجهها في المغرب.

الفيلم الذي دبلج للهجة المغربية ويحاكي فئة مهاجرة ما زالت تحاول التأصل والاندماج بالمجتمع المغربي، قال عنه مدير الإنتاج في الجزيرة الوثائقية بأنه فيلم تنافس بقوة مع فيلم آخر، ولكن الاختلاف بالميزات جعل "آجي- بي" في الصدارة.

بدا جليّاً بأن المهرجان تبنى خطاب الهجرة وتأثيراتها على المجتمعات، ونضال الأفراد لنيل حقوقهم في بلاد تدّعي الحقوق والحرية، فجائزة السيناريو ذهبت لفيلم "عداؤو المسافات الطويلة" (52 دقيقة) للمخرجة الإسبانية إيزابيل فيرناندويز الذي تصور فيه ثلاثة قاصرين (أحمد وحميد ولقمان) الذين قطعوا آلاف الكيلومترات بشكل غير شرعي حتى وصلوا مدينة برشلونة. الآن تجاوزت أعمارهم الثامنة عشرة، وهذا ما يجعلهم خارج نظام حماية القاصر.

لذلك، فهم يعيشون في مسابقة عكس عقارب الساعة من أجل الحصول على تصريح للعمل لهم الذي يحتاجونه في أسرع وقت ممكن. وحيدون في مكان غريب ويتوجب عليهم أن يثبتوا جدارتهم في الاعتناء بأنفسهم أو العودة من حيث جاؤوا.

وفي السياق والنمطية ذاتهما، حاز فيلم "الملجأ" (101 دقيقة) للسويسري فيرناند ميلغر على الجائزة الكبرى للمسابقة. يوثق ميلغر أحداث الفيلم في قلب مأوى للمشردين في لوزان السويسرية خلال فصل الشتاء. وعلى باب هذا المأوى أو القبو بالأحرى غير المعروف تجري كل ليلة طقوس الدخول الذي يؤدي إلى مصادمات عنيفة في بعض الأحيان بين المهاجرين وموظفي الملجأ الذين لديهم مهمة صعبة تتمثل في "فرز الفقراء" خاصة النساء والأطفال أولاً، ومن ثم الرجال، رغم أن القدرة الإجمالية للمأوى 100 مكان، إلّا أن 50 منهم فقط سيحصلون على وجبة ساخنة وسرير، بينما سينام البقية في البرد القارس.

خرجت لجنة التحكيم المكونة من خمسة أشخاص عن سياق الجوائز المقررة سلفاً، وأضافت نوعاً جديداً تحت عنوان "التفرد" أو التمرد، وأوضح رئيس اللجنة أنها محاولة للتغلب على نمطية الجوائز والأفلام الوثائقية المشاركة وللتشجيع على الإبداع.

وكانت من نصيب الفيلم اللبناني "مرسيدس" لمخرجه هادي زكاك، (68 دقيقة). الفيلم دراسة لستين عاماً من تاريخ لبنان المعاصر من خلال سيارة مرسيدس 180 أو "المدعبلة" وعائلتها الألمانية-اللبنانية المعروفة باسم "مرسيدس" التي أوحت لنا بقصة سيارة وعائلة ووطن، وتاريخ من الطائفية والاقتتال الأهلي والحروب.

المساهمون