"قطار الشرق السريع" يخترق باريس مجدّدًا

01 سبتمبر 2014
الفرنسيون يُقبلون على مشاهدة قطار الشرق السريع (العربي الجديد)
+ الخط -
في باحة "معهد العالم العربي"، في باريس، تنتصب مقطورات "قطار الشرق السريع"، وسط زحمة زوّار فرنسيين وسوّاح أجانب، منذ أبريل/نيسان الماضي، في معرض يجاور معرض "قطار رحلات الحجّ"، وهي من المعارض الناجحة عن العالم العربي في فرنسا.

خارج المعرض طوابير طويلة من زوّار حضروا خصّيصا لمعاينة القطار، والصعود على متن مقطورات من الطراز القديم والتصميم نفسه. والهدف من المعرضين هو "تعزيز الانفتاح على الآخر"، بحسب  مسؤولة قسم الإعلام والصحافة في المعهد، الشاعرة والصحافية سلوى النعيمي. وأضافت، في حديث لـ"العربي الجديد": "يغذّي المعرض رغبات التعرّف إلى الشرق العربي لدى من يثيرهم الفضول المعرفي". 

الجدير ذكره أنّ شركة السكك الحديدية الفرنسية لعبت دورا أساسيا في إخراج هذه الفكرة إلى حيّز التنفيذ، إذ أعارت نماذج قديمة من القطارات المعروضة، تحاكي قطار الشرق السريع.

وأُضيفَت إليها مؤثّرات صوتية تثير انتباه المتجوّلين في باحات المعهد. كأنّ الزائر يعيش تلك المراحل التاريخية، من زمن الانتداب الفرنسي والبريطاني للشرق العربي. وظلّ المعرض مفتوحا أمام الزوّار إلى 31 أغسطس/آب الماضي. 

وكان هذا القطار يصل بين باريس ولندن وصولا إلى القسطنطينية، مرورا ببغداد والقاهرة وطرابلس. وقال بعض الزائرين إنّ هذا المعرض ينشّط خيالهم في ما يتعلّق "بوسيلة النقل في ربط الشرق بالغرب قديما، تعبيرا عن التطوّر الصناعي، وكلّ ما يتعلّق بنماذج الفنون والابتكارات". 

"قطار الشّرق السريع"، الذي دشّن جورج ناجلماكيس أوّل رحلاته في ٤ أكتوبر/تشرين الأوّل ١٨٨٣، مصطحبًا معه صحافيين وكتّابًا وملوكًا، كانت قد تزامنت ذروة أيّام شهرته وعمله مع فترة صراع الامبراطورية العثمانية من أجل البقاء، وظهور القومية العربية للتخلص من العثمانيين.

ولم تكن الكاتبة البريطانية، أغاثا كريستي، غائبة عن ذاكرة المعرض، هي التي كانت تستخدم هذا القطار لتزور زوجها عالم الآثار، ماكس مالوان، في بغداد. وتدور إحدى رواياتها الشهيرة، "جريمة في قطار الشرق السريع"، حول هذه الرحلات، وتحوّلت لاحقا إلى فيلم سينمائي.

ولم تتردد إحدى زائرات المعرض في القول، لـ"العربي الجديد"، إنّ رغبتها في زيارة المعرض تعاظمت مع "مشاهدتي لفيلم (جريمة في قطار الشرق السريع)".
دلالات
المساهمون