تاريخ المايونيز.. الصلصلة البيضاء التي غزت العالم

09 أكتوبر 2014
صلصلة المايونيز (Getty)
+ الخط -
تعتبر "المايونيز" صلصلة عالمية تُقدّم باردة مع أطباق متنوعة في أغلب المطاعم على اختلاف مستوياتها. يُصنع المايونيز من الزيت وصفار البيض والملح. في القرن التاسع عشر، طرأت بعض التغيّرات على طريقة صناعته وأضيف عليها الخردل، والليمون والبقدونس، والثوم. من صنع هذه الصلصلة؟
تتحدّث الفرضية الأكثر انتشاراً، عن ظهور هذه الصلصلة عام 1756 في مدينة "ماهون" الإسبانية. فبعد أن احتلها القائد الفرنسي "الدوق دي ريشليو"، قام الطباخ بصناعة صلصلة من البيض والزيت فقط، وقدّمها له عشية الاحتفال بالانتصار. ويعتقد بعض المؤرخين أنّ الطباخ لم يخترعها، بل نقلها عن  سكان مدينة ماهون.
أمّا الطبّاخ الفرنسي "كارام"، يؤكد أنّ أصل هذه الصلصة فرنسي، وأنّها تحوير للفعل الفرنسي "مانيي" بمعنى "التدوير" نظراً لحركة خفقها الدائرية. ويؤيده نظيره "بروسبير دي مونتانييه" في كونها صلصلة فرنسية، ولكنه يختلف معه حول أصل الكلمة التي يعتقد أنها من "موايو" بمعنى "بيض" في قاموس اللغة الفرنسية القديم.
هناك فرضيات أخرى تحدثت عن أصل المايونيز، منها ما ارتبط بمدينة "بايون" الفرنسية، إذ يقال أن أصل الكلمة هو "البايونيز"، ثم تمّ تحوير حرف الباء ليصبح حرف ميم مع الزمن. أمّا المؤرخ نيكولا لوبرو، يرى أنّ أصل هذه الصلصة من مدينة "مايان" التي تبعد حوالي 250 كلم عن باريس، ويروي أنّ ليلة معركة "الآرك" عام 1589، أسرف دوق المدينة في تناول الدجاج والمايونيز ممّا أدّى إلى اصابته بعسر هضم ، فسقط عن الحصان وخسر المعركة.
أمّا أول وثيقة ذكرت طريقة صناعتها فكانت مخطوطة "فن المطبخ" التي ألّفها القس الاسباني فرانشسكو روجيه في مدينة مايوركا خلال القرن 18، حيث أشار إلى أنّ الصلصة كانت تحمل اسم " آيولي بو"، ولم تظهر كلمة مايونيز فعلياً إلاّ عام 1806.
تدخل المايونيز اليوم في صناعة عدد كبير من الأطباق والصلصات الأخرى، كما وأصبحت تستخدم اليوم في العناية بالجمال. أمّا أغرب المعتقدات الشعبية حولها ، تلك التي تؤكد أنّه على من يقوم بصنعها يجب أن يكون عابساً لحظة خفقها، وإلاّ لن تنجح صلصته. نسي العالم اليوم، اختلاف المؤرخين حول أصلها ليتذكر فقط طعمها اللذيذ والناعم.
دلالات
المساهمون