آثار مزدوجة لكورونا على قطاع الاتصالات الإيراني

17 مايو 2020
ساهم القطاع في تجاوز كورونا (إيسنا/ فرانس برس)
+ الخط -
ترك كورونا آثاراً مزدوجة على قطاع الاتصالات في إيران، فمن جهة بعدما ألزم السكان على البقاء في البيوت زاد ذلك من استهلاك الإنترنت لمستويات قياسية، ومن جهة أخرى تسبب بخسائر مالية كبيرة لشركات أخرى في القطاع.

وزاد فيروس كورونا من إيرادات شركات خدمة الإنترنت بنسبة 40 في المائة، كما أن هذه الشركات وفرت خلال أيام تفشي كورونا من 19 فبراير/ شباط الماضي حتى اليوم، خدمة الإنترنت مجاناً للجنة المركزية لمكافحة كورونا بقيمة 50 مليار ريال (سعر الصرف الرسمي للدولار=42000 ريال وسعر الصرف في السوق الموازي=170 ألف ريال)، وذلك بحسب تصريحات وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، اليوم الأحد، في مؤتمر عبر خدمة الفيديو كونفرانس، بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات بالعاصمة الإيرانية طهران.

في المقابل، واجهت 72 في المائة من الشركات الإيرانية الناشئة "تحديات جادة عرّضت بقاءها للخطر"، وفقاً للوزير الإيراني، مضيفاً أن 18 في المائة من العاملين في قطاع تقنية المعلومات فقدوا أعمالهم، ومشيراً إلى أن الدعم الحكومي لهذا القطاع حال دون أن ترتفع النسبة إلى 50 في المائة.

لكن يتوقع آذري جهرمي أن يفقد قرابة 30 في المائة من العاملين في قطاع تقنية المعلومات وظائفهم خلال الأشهر المقبلة، لافتاً إلى أن 51 في المائة من خسائر الشركات الناشئة خلال تفشي كورونا كان بسبب فقدانهم سوق العرض.

وأوضح وزير الاتصالات الإيراني أن وزارته منحت قروضاً للشركات الناشئة بقيمة 500 مليار ريال وستمنح قروضاً أخرى بقيمة 700 مليار ريال، مشيراً إلى أن هذه القروض مشروطة بعدم تسريح الشركات عاملين فيها.

وفي تقرير له، نشره في وقت سابق، رصد مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني أن عوائد الشركات النشيطة في مجال العمل عن البعد وتنظيم الجلسات والاجتماعات الافتراضية زادت بنسبة 50 إلى 400 في المائة. إلا أن عوائد الشركات التي تقدم خدمات السياحة عبر الشبكة العنكبوتية تراجعت بنسبة 70 إلى 80 في المائة، وبعضها سرحّت عاملين.

كان قطاع الاتصالات قد لعب دوراً بارزاً في مساندة الإيرانيين لتجاوز أزمة كورونا، سواء من خلال دورها عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام الإلكترونية في التوعية بالفيروس، أو أن تخفف أعباء البقاء في البيوت وأصبحت هذه المواقع جليسة لهم بعدما حرمهم كورونا من التواصل من الآخرين.

إلى ذلك، وفّر هذا القطاع الأرضية لعمل كثير من الإيرانيين عن البعد في بيوتهم، في مختلف المجالات. كما أن منصة "تيليغرام" الدولية ومنصة "شاد" المحلية كانت لهما مساهمة كبيرة في تعويض خسارة عدم ذهاب الطلاب الإيرانيين إلى المدارس، إذ لعبتا دوراً مهماً في تشكيل جلسات الدرس افتراضياً. ​
المساهمون