ثلاث شائعات أقلقت الجزائريين والسلطات

02 ابريل 2020
طوابير أمام محطات الوقود (فيسبوك)
+ الخط -
سبّبت ثلاث شائعات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الساعات الأخيرة قلقاً اجتماعياً وجدلاً سياسياً وطوابير أمام محطات توزيع الوقود. وسارعت السلطات إلى تفنيد هذه الشائعات والسعي إلى ملاحقة أصحابها.

وتفاجأ أصحاب محطات توزيع الوقود، أمس الأربعاء، بطوابير من السيارات لملء الخزانات بالوقود، على خلفية بثّ شائعات في مواقع التواصل عن قرار السلطات غلق محطات الوقود وقطع تموينها للحدّ من الحركة وإجبار المواطنين على التزام الحجر الصحي. لكنّ وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، سارع إلى عقد مؤتمر صحافي لنفي الشائعة. وقال إنّ كل منتجات البترول على مستوى محطات توزيع الوقود عبر كامل التراب الوطني متوافرة، مشيراً إلى أن الحكومة لم تقرر غلق أي محطة للبنزين، لا على مستوى الجزائر العاصمة، ولا في باقي ولايات الوطن. وأضاف: "لا توجد أزمة وقود، والمحطات ستبقى مفتوحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع"، ودعا المواطنين إلى عدم تصديق الشائعات والقلق بخصوص توافر البنزين وتفادي الطوابير لكونها مخالفة للإرشادات الصحية للوقاية من كورونا.

وفي ذات السياق، أزعجت شائعات بشأن نقل السلطات الجزائرية للوفد الطبي الصيني للعمل في المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية وتسخير المعدات التي جلبها معه لذات المستشفى، بدلاً من المستشفيات المدنية، قلق السلطات الجزائرية التي سارعت إلى تفنيد الإشاعة.

وقال وزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، في لقاء مع لجنة الصحة في البرلمان الجزائري، إنّ أجهزة التنفس الصينية أُرسلَت إلى مستشفى المدني في مدينة البليدة قرب العاصمة الجزائرية. ودعا الجزائريين إلى عدم تصديق الشائعات المتداولة.

ونفى وزير الصحة في الوقت نفسه شائعات أخرى تخصّ مزاعم برفض استقبال عالم الفلك الجزائري لوط بوناطيرو الذي يدعي أنه توصل مع فريق من الخبراء والأطباء العراقيين إلى لقاح لفيروس كورونا. وذكر وزير الصحة الجزائري أنه استقبل بوناطيرو وطلب منه تقديم ملف الدواء، لمعرفة تركيبته الطبيعية والكيميائية، خاصة أنه جديد، وكذا تجربته على الحيوان، لمدة لا تقلّ عن 10 أيام.

وقبل أسبوع، كان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أبدى انزعاجاً شديداً من نشر شائعات ومعلومات خاطئة ومضللة عن انتشار فيروس كورونا في الجزائر. ووصفها في بيان سابق بأنها "محاولات من الأصوات الناعقة التي تمتهن بإصرار غريب فن ترويج الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة المدفوعة بحسابات دنيئة حاقدة". وكلّف الحكومة التصدي يومياً لحملات "التشويه وقلب الحقائق" بنشر المعطيات العلمية كاملة عن تطور انتشار الوباء. وحثّ أجهزة الأمن على ملاحقة ناشري الأخبار المزيفة الخاصة بكورونا، والبحث والكشف عن هوية ناشري الأخبار الكاذبة والمضللة.

وفي السياق نفسه، أكدت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية في الجزائر، الأربعاء، "تحريم صناعة الشائعات ونشرها وتداولها، لما في ذلك من الكذب الذي يعد من كبائر الإثم والمعاصي". ودعت المواطنين إلى التعامل مع الإشاعة في هذه الأيام الحرجة بحيطة وحذر وصرامة. وذكرت الفتوى أنه "لا يجوز أخذها من المصادر المشبوهة الأخرى، ولا يجوز نقل المعلومة إلا بعد التأكد من صحة صدورها من جهة مختصة موثوقة، حرصاً على عدم المساهمة في انتشار الإشاعة".
المساهمون