التسريبات الجديدة : مكتب السيسي مباشر مصر

28 ديسمبر 2014
انتشرت صور كثيرة بعد التسريب (تويتر)
+ الخط -

عاش الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أخرى لمتابعة حلقة جديدة في مسلسل التسريبات المصرية الشهيرة، التي انفردت بها قناة "مكملين" الفضائية. وفضحت هذه الأخيرة تآمر المقربين من الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، لتقنين مكان اختطاف الرئيس المعزول محمد مرسي بقاعدة "أبو قير" البحرية بعد عزله في 3 يوليو/تموز من العام الماضي.

بثت قناة "الشرق" الفضائية، منذ ساعات، مقاطع صوتية مسربة من مكتب وزير الدفاع السابق، ورئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي. وأبطال هذا المقطع نائب وزير الدفاع، والمستشار القانوني للمجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين، ومدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، في حوار بينهما حول قضية سيارة الترحيلات الشهيرة، التي مات على إثرها 37 شاباً من معارضي الانقلاب خنقاً، عقب فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" بأربعة أيام.

التسريب الصوتي أثبت بالدليل القاطع إدارة السيسي لدفة الأمور في مصر عقب الانقلاب، على الرغم من وجود رئيس مؤقت للبلاد وهو المستشار عدلي منصور، وذلك عندما طلب شاهين من عباس توقيع السيسي على عدة قوانين مقترحة سيقدمها لمجلس الوزراء في اليوم التالي.

وأخطر ما في التسريب هو طلب عباس من شاهين إقناع القاضي الذي ينظر قضية سيارة الترحيلات بالسماح لدفاع المتهمين بتقديم شهود يدعمون موقف أحد المتهمين، وهو الضابط إسلام عبد الفتاح حلمي السيد، وهو ابن العميد عبد الفتاح حلمي السيد أحد قيادات الجيش، وصديق أبطال التسريب.

وبررها عباس بقوله: "ما تشوف يا أفندم القضية بتاعة الكام وتلاتين واحد اللي ماتوا دول.. اللي كانوا في عربية الأمن المركزي دي.. كانوا طالبين شهادة ناس زمايله والقاضي مش راضي.. الواد هيموت". ورد عليه شاهين: "أنا هكلم له القاضي.. هجيبهم له.. لا حاضر". والحوار يثبت تسييس القضاء المصري، واستخدامه في تصفية الحسابات مع المعارضين.

قناة "الشرق"، انفردت بأحدث إصدار من التسريبات، ووعدت بالمزيد في الأيام المقبلة. وحاولت القناة إثراء محتوى التسريبات، بإجراء مداخلات مع أطراف لهم صلة بالقضية. هكذا قامت باستضافة والد الشهيد محمد الديب، أحد ضحايا سيارة الترحيلات عبر الهاتف، وهو اللقاء الذي أدمى قلوب المشاهدين، وطالب والد الشهيد في مداخلته مع معتز مطر بالقصاص لابنه.

وعبر الهاتف أيضاً، أكد المحامي منتصر الزيات تورط النائب العام في تكييف القضية على أنها جنحة قتل خطأ وليس جناية قتل عمد. وأكد التفرقة الواضحة في التعامل مع القضايا، وذكر المشاهدين بواقعة مماثلة، عندما تم اختطاف ضابط في اعتصام رابعة، والذي قامت الدنيا ولم تقعد من أجله، وأكد أن السبب الحقيقي يكمن في أنه ابن مدير مباحث الجيزة.

الدكتور أيمن نور أكد عبر الهاتف عدم وجود علاقة بين إقالة اللواء التهامي مدير المخابرات العامة وقضية التسريبات، والدليل استمرارها في الظهور. ورأى أن الأحرى محاكمة مرتكبي الجرائم قبل محاولة إقصاء المشتبه في تقصيرهم من الأجهزة الأمنية. وأكد نور صحة التسريبات، لتأكده من صوت اللواء ممدوح شاهين، ومعرفته الشخصية بصاحب الصوت، وطالب بمحاكمة شاهين لتدخله في الشأن القضائي باعترافه.

على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الناشطون متلهفين بقوة لنشر الفيديو الخاص بالتسريبات، وقاموا بالاستعداد ودعموا الهاشتاغ الذي أطلقته قناة "الشرق"، وهو "#تسريب_الشرق_لمكتب_السيسي"، والذي اشتعل بقوة المشاركات، واحتل قمة الترند في ساعات قليلة.

الفنان محمد عطية كان أول المعلقين على التسريبات، وقال: "٣٧ روح يا كفرة، وبتخرجوا اللي موتهم براءة؟ ويرجع يقولك الجيش اللي بيحميك والقضاء الشامخ.. حسبي الله ونعم الوكيل". والحقوقي هيثم أبو خليل لمّح لدور المستشار عدلي منصور في تحسين صورة الانقلاب، وقال: "التسريب كشف عن شيء خطير.. أن عدلي منصور.. .ليس طرطوراً فقط.. ولكن طرطور بذيل".

المهندس حاتم عزام النائب السابق بالبرلمان المنحل، علق قائلاً: "الكام وثلاثين واحد دول بتوع العربية.. دول لو فراخ في عزبة زعيم العصابة مش هيقولوا كده". أما مذيع "الجزيرة مباشر مصر" عبد العزيز مجاهد فتعجب من ثبات معتز مطر، وقال: "لو تلقيت هذا التسريب على الهواء مش عارف كنت هكتم الكلام ده كله إزاي، الحمد لله على كل حال".

الحقوقي جمال عيد تهكم على التسريبات قائلاً: "لن أعلق على التسريبات، إلا بعد سماع رأي حازم عبد العظيم ولميس الحديدي وأحمد موسى ومعتز عبفتاح وخالد أبو بكر، دول قدوة، ناديهم يا هاني". المستشار وليد شرابي واصل السخرية قائلاً: "نداء إلى السيد اللواء ممدوح شاهين: اليوم صدر ضدي حكم بالحبس سنة من محكمة مصر الجديدة، من فضلك كلم لي القاضي". وسخر الشيخ عصام تليمة من تعمد استماع عباس وشاهين للقرآن في خلفية التسريب قائلاً: "عباس كامل مشغل قرآن، ربنا يقوي إيمانك".

التسريبات دفعت الداعية حامد نبهان أن يتخلى عن وقاره، وسخر قائلاً: "واضح إن التهامي بتاع المخابرات.. لبّسهم في الحيط قبل ما يمشي أو فكّ لهم البامبرز". وسخرت إحدى الناشطات قائلة: "قفلوا الجزيرة وشالوا رئيس المخابرات طيب والتسريبات وقفت؟ لا حضرتك، لسه بيسرب". وقال آخر: "قفلوا الجزيرة مباشر مصر.. وفتحوا مكتب السيسي مباشر مصر".

وانتبه المحامي والناشط أحمد حلمي مبكراً لألاعيب الأجهزة الأمنية والإعلام المصري في تشتيت انتباه المصريين بافتعال قضايا أخرى، وقام بتدشين "هاشتاج" مضاد، بعنوان "#خبر_يغطى_على_التسريبات"، وقال: "فكر معنا في افتكاسة جديدة، طب نفرقع قنبلة بدائية الصنع في المترو ولا نفق الأزهر"، وسخر آخر بنفس النبرة: "عاااااجل: وفاة حسني مبارك، هو مش عاجل أوي، بس أحمد موسى هيطلع بالخبر ده كمان شوية".

دلالات