إيقاف مدوّن تونسي: أول انتهاك للحريات في عهد السبسي؟

26 ديسمبر 2014
تعهد السبسي في أول مقابلة له بحماية الحريات(Getty)
+ الخط -

أوقفت السلطات التونسية، المدوّن ياسين العياري، الذي كان القضاء العسكري أصدر بحقه الشهر الماضي حكما غيابيا بالسجن 3 سنوات نافذة، بتهمة إهانة الجيش. وأودعت السلطات التونسية، العياري، السجن فور عودته من فرنسا، بحسب ما نقلت "فرانس برس" عن محاميه.

واعتبر المحامي سمير بن عمر، أن المدون العياري (33 عاماً) يلاحق في قضية رأي. وقال إن العياري الذي يقيم بين تونس وفرنسا، تم إيقافه ليلة الأربعاء/الخميس في مطار تونس، فور عودته من باريس و"نقله إلى سجن المرناقية" قرب العاصمة تونس. وأضاف أن المدوّن لم يكن على علم بالحكم الغيابي "القاسي جداً" الصادر بحقه في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من المحكمة العسكرية الابتدائية في تونس.

وقالت النيابة العسكرية، في بيان، إن العياري أدين من أجل "ثلب (فذف) عدد من الضباط السامين والإطارات بوزارة الدفاع الوطني علنا، ونسبة أمور غير حقيقية إليهم"، و"نشر عدد من الإشاعات من شأنها إرباك الوحدات العسكرية، والإيهام بوجود مشاكل خطيرة في صلب المؤسسة العسكرية، على غرار المزاعم المتعلقة بتقديم رئيس أركان جيش البر الحالي استقالته"، و"اتهام عدد من القيادات بتجاوزات مالية وإدارية، من دون تقديم أي إثباتات على ذلك".

وياسين العياري من بين الناشطين على الإنترنت والمدونين التونسيين المعروفين بمعارضة وانتقاد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطاحت به الثورة في 14 يناير 2011.

وقد قتل والده، الطاهر العياري، وهو عقيد في الجيش التونسي خلال مواجهات جرت في مايو/أيار 2011 بين وحدة من الجيش وإسلاميين متطرفين في الروحية بولاية سليانة (شمال غرب). وخلال الفترة الأخيرة، وجّه المدون، عبر صفحته على "فيسبوك"، انتقادات لاذعة للرئيس الباجي قايد السبسي.

واعتبر سمير بن عمر أن إيقاف المدون وحبسه "يُمثِّل أول قضية لانتهاك حرية التعبير في عهد (الرئيس المنتخب) الباجي قايد السبسي". وقال بن عمر إن ياسين العياري "يدفع ثمن مواقفه السياسية".

يُذكر أن سمير بن عمر قيادي في حزب "المؤتمر" الذي أسسه الرئيس التونسي المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

المساهمون