"واشنطن بوست" في ذكرى اغتيال خاشقجي: العالم لن ينسى

02 أكتوبر 2019
كتب خاشقجي في الصحيفة قبل قتله (أوزان كوسي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
خصصت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ملفاً تضمن 18 مقالة لكتّاب وصحافيين وسياسيين وحقوقيين، نشرت على دفعات، في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

وكان خاشقجي يكتب في الصحيفة الأميركية قبل جريمة اغتياله. وكانت كتابات الصحافي في "واشنطن بوست" بارزةً على الصعيد العالمي، إذ انتقد في أعمدته ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، واتهمه بقمع الشعب السعودي وإثارة فوضى في لبنان ومواصلة حرب وحشية في اليمن.

نستعرض أدناه أبرزها:

"صديقنا كان على حق"
استهلّت "واشنطن بوست" ملفها مؤكدة أنه "تم إثبات أن صديقنا جمال كان على حق بعد مرور عام على مقتله". وقالت في افتتاحيتها إن "خاشقجي لم يقصد أن يكون منشقاً قط. لسنوات عدة، كتب وحرر في الصحف السعودية، وعمل مستشاراً في السفارات السعودية في واشنطن ولندن".

وأضافت أن ما دفعه إلى مغادرة المملكة، والبدء في كتابة مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" كان "الزيادة الحادة في أعمال القمع" داخل بلاده. واستشهدت بجملة من مقالة خاشقجي الأولى في الصحيفة، في سبتمبر/أيلول عام 2017، كتب فيها: "عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرؤون على التعبير عن آرائهم، ثم أقول لكم إنني من السعودية، فهل يفاجئكم الأمر؟".

ولفتت "واشنطن بوست"، في افتتاحيتها، إلى أن خاشقجي انتقد "اضطهاد المعارضين" و"الأجندة الإقليمية المتهورة" للمملكة وخاصة الحرب في اليمن وندد بـ "محاولة قمع الديمقراطية وحرية التعبير في جميع أنحاء الشرق الأوسط واستبعاد الأحزاب الإسلامية من السياسة".

مساندة المعارضين العرب

في اليوم نفسه نشرت الصحيفة مقالة عنوانها "كيف ساند خاشقجي المعارضين العرب وبنى لهم مجتمعاً؟"، للمدافع في مجال حقوق الإنسان ومؤسس "مبادرة الحرية"، محمد سلطان. واعتبر الكاتب أن خاشقجي "لم يتخوف من نقل تجاربه ونصائحه للمدافعين عن حقوق الإنسان العرب الذين وضعوه موضع المعلم الراشد. وبممارسته هذا الدور، ساهم جمال في تعزيز أصوات الملايين من المضطهدين في الشرق الأوسط في وقت بذلت فيه حكوماتهم جهودًا واسعة لإسكاتهم".

ورأى سلطان أن خاشقجي "قدم عنصراً مكملاً في الرؤية للمجتمعات العربية المعارضة في المنفى وفي المنطقة كان مفقودًا منذ سقوط الربيع العربي. على عكس العديد من المعارضين الآخرين، كان جمال يتمتع بتاريخ من المحاولات للإصلاح من داخل دوائر السلطة. تحدث جمال كثيراً عن قدرة البعض على إحداث تغيير إيجابي من داخل الأنظمة الحاكمة. مما جعل رؤيته فريدة من نوعها في المجتمعات المعارضة ولذلك كان لكتابته وأفكاره صدى كبير في العالم العربي وتقبّل من معسكرات مختلفة".

"المعارضون السعوديون في المنفى في صدد المقاومة"

كتبت الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة، منال الشريف، مقالة نشرتها "واشنطن بوست" أمس الثلاثاء. وقالت الشريف إن "النظام السعودي اعتقد أن مقتل جمال سيسكت منتقديه الذين يعيشون في الخارج – ولكن كان للأمر تأثير معاكس. أنا أقول هذا من تجربتي الخاصة. مثل جمال، أنا أعيش في المنفى الذي فرضتُه ذاتياً منذ عام 2017. غادرت السعودية لأعيش في أستراليا لأن الحياة في الوطن أصبحت لا تطاق بسبب نشاطي. طُرِدتُ من وظيفتي وعجزتُ عن تأمين وظيفة أخرى في المنطقة".

وأكدت: "لقد خلّف مقتل جمال فجوة يجب علينا نحن السعوديين في المنفى سدها. لكن بينما يجد الشتات السعودي صوته، آمل أن نتمكن من التجمع والوقوف متحدين ضد الظلم الذي نراه في أرض الوطن".

"لماذا لن ينسى العالم فظاعة جريمة قتل جمال خاشقجي؟"

ناشر صحيفة "واشنطن بوست" ومديرها التنفيذي، فرِد ريان، قال إن "الرعب الذي يشعر به العالم بسبب مقتل جمال لن ينفرج ببساطة لأسباب عدة"، وأبرزها: أولاً الطبيعة الشنيعة للجريمة، ثانياً لن ينسى الناس بسهولة أن زعيم إحدى الدول الحليفة لأميركا منذ فترة طويلة – والمستفيد من كميات هائلة من المساعدات الأميركية – وجّه بقتل مقيم دائم في أميركا يعمل في إحدى الصحف الأميركية، ثالثاً الرد الأميركي؛ "بعد جريمة القتل، سعت إدارة الرئيس دونالد ترامب لتحقيق صفقات أسلحة محتملة مع السعوديين بدلاً من حشد الشجاعة للدفاع عن قيم حرية الصحافة وحقوق الإنسان في أميركا. عندما يتخلى رئيس الولايات المتحدة عن مبادئنا لأن الطاغية يحرّر شيكاً باهظ الثمن، فإنّ الأميركيين يشعرون بالغضب والإحباط".

وأشار إلى أن السبب الرابع هو أنه "سيكون من الصعب أن ننسى تجاهل الإدارة غير المعقول لوكالة الاستخبارات المركزية والأمم المتحدة والكونغرس"، والخامس "آثارها طويلة الأمد".

تركيا ستواصل جهودها لتسليط الضوء على مقتل خاشقجي

كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالة أكد فيها أن تركيا ستستمر في جهودها الساعية إلى تسليط الضوء على جريمة اغتيال خاشقجي، مؤكداً أن بلاده ستظل تبحث عن إجابات عن الأسئلة التالية: أين جثة خاشقجي؟ من وقّع مذكرة إعدام هذا الصحافي السعودي؟ ومن الذي أرسل القتلة الـ 15 على متن الطائرتين إلى إسطنبول؟".

وشدد أردوغان "من مصلحتنا ومصلحة الإنسانية أن نضمن عدم ارتكاب مثل هذه الجريمة في أي مكان مجدداً"، معتبراً أن مكافحة الإفلات من العقاب الطريق السهل لتحقيق هذا الهدف.

"دعوا العالم يسمع آخر كلمات خاشقجي بالعربية"

دعت الكاتبة ومحررة مقالات الرأي في "واشنطن بوست"، كارين عطية، إلى تمكين الأشخاص من سماع آخر ما قاله خاشقجي أثناء مناقشة قاتليه بلكنته السعودية، مؤكدة أنه في أحاديثهما كان حريصاً على أن يسمع السعوديون ويقرؤوا ما يكتب ومن بعدهم القراء في العالم العربي كله.

ونددت عطية بتعاطي الإدارة الأميركية مع المواد الصوتية لعملية اغتيال خاشقجي، إذ رفض ترامب وكبار مسؤوليه الاستماع إليها بحجة أنها باللغة العربية.

"بحثي عن العدالة لجمال مستمر والأوان لم يفت"

خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، أكدت أن بحثها عن العدالة مستمر في مقالة كتبتها في "واشنطن بوست"، علماً أن "ذا غارديان" البريطانية نشرت لها مقالة مشابهة أيضاً اليوم الأربعاء.  
وقال جنكيز إنها جابت العالم بحثاً عن الحقيقة وطلباً للعدالة، لكن لم تتخذ حتى الآن أي خطوة لمعاقبة الجناة الحقيقيين. وشددت على أن السعودية تحاول حصر المسؤولية عن مقتل خاشقجي في المنفذين وحجب المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة.
وعبرت جنكيز عن إحباطها من ردّ الإدارة الأميركية في قضية خاشقجي. لكنها رأت أن الأوان لم يفت بعد، وستظل تأمل أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب الحق والعدل.

المساهمون