أعلنت الحكومة المغربية، يوم الجمعة، عن خطة لإنقاذ المؤسسات الصحافية التي تعاني أزمة حادة، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتراجع مبيعاتها وعائداتها من الإعلانات، تصل قيمتها إلى عشرين مليون دولار أميركي.
وكشف وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، عن تخصيص دعم مباشر للصحافيين والموظفين في المؤسسات الصحافية، قيمته 75 مليون درهم (نحو 7.5 ملايين دولار)، موزعة على ثلاثة أشهر، اعتباراً من يوليو/تموز المقبل.
وقال الفردوس، في اجتماع لـ "لجنة الثقافة والاتصال والتعليم" في مجلس النواب، أول أمس الجمعة، إنه التقى مهنيي الصحافة المكتوبة وتبين أن الدعم التقليدي الموجه للشركات الصحافية غير كاف. وأضاف الوزير "اشتغلنا بطريقة مكثفة مع وزارة الاقتصاد والمالية على مخطط استعجالي لإنقاذ قطاع الصحافة المكتوبة"، كاشفاً عن تخصيص 75 مليون درهم (7.5 مليون دولار) لتمكين وزارة الاقتصاد والمالية من دفع كتلة الأجور في هذه الشركات الصحافية.
كما أعلن الفردوس عن تخصيص دعم تبلغ قيمته 75 مليون درهم، لتسديد مستحقات الموردين حسب الأولويات التي تحددها المؤسسات الإعلامية، في حين خصص 15 مليون درهم (ما يقارب 1.5 مليون دولار) لطباعة الصحف الورقية، خاصة في المطابع التي تطبع أكثر من 500 ألف نسخة، مضيفاً أن "الشركة العربية الأفريقية للتوزيع والنشر والصحافة" (سابريس) ستُدعم بـ 15 مليون درهم (1.5 مليون دولار).
ويأتي الإعلان عن دعم الصحافة المكتوبة، بعد نحو شهرين من إعلان الحكومة المغربية فتح باب الدعم للمؤسسات الصحافية المكتوبة والناشرة للصحف والمجلات الورقية، كإجراء مواكب للوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد. وكان لقرار وقف إصدار ونشر وتوزيع الصحف الورقية، خلال فترة الحجر الصحي، آثار سلبية على المؤسسات الصحافية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، حيث عاشت على وقع أزمة كبرى باتت تهدد مستقبلها ومستقبل المئات من العاملين فيها.
ومع اضطرار الصحف الورقية والمجلات إلى إلغاء النسخة الورقية والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية، بات الأمان الوظيفي للمئات من العاملين فيها من صحافيين ومحررين وفنيين وإداريين مهدداً، ولا سيما بعدما تلقى العشرات منهم، خلال الأسابيع الماضية، رسائل رسمية من إدارات مؤسساتهم بالاستغناء عن خدماتهم، وأخرى لتخفيض رواتبهم، اعتبارا للظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
وتعيش الصحف الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً، في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يومياً حالياً.