شهدت التحركات الشعبية التي جرت في عدد من المناطق اللبنانية مساء الأربعاء، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، اعتداءات على الناشطين والصحافيين على جسر الرينغ في بيروت، وهي واقعة دائماً ما تتكرر في الاعتصامات وتصل في كثير من الأحيان إلى التوقيف والاستدعاء كنوع من القمع الذي تمارسه السلطتان السياسية والأمنية ضد حرية الرأي والتعبير والتظاهر، والذي تندد به المنظمات المحلية والدولية.
وأعلنت مؤسسة "سكايز" (مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية)، في تغريدة على حسابها الرسمي عبر "تويتر" عن اعتداء قوى مكافحة الشغب (جهاز أمني لبناني) على فريق المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI) الذي ضمّ المصوّر زكي فغالي حيث قامت عناصر بحمله ورميه أرضاً، كما أقدم عنصرٌ آخر على صفع المراسل أحمد عبد الله وذلك أثناء تغطيتهما محاولة إغلاق طريق جسر الرينغ من قبل عدد من المتظاهرين.
Twitter Post
|
وشهد تحرك جسر الرينغ أيضاً مواجهات متفرقة بين المعتصمين والعناصر الأمنية، بعد محاولة عناصر مكافحة الشغب فتح الطريق وإبعاد الناشطين. وقامت العناصر بالاعتداء على مصوّرين صحافيين، لمحاولة منعهم من التصوير والتغطية.
Twitter Post
|
في سياق متصل، أحدث مقطع فيديو مصوّر من جسر الرينغ في العاصمة اللبنانية بيروت موجة غضب عارمة، إذ يظهر قيام عنصر أمني بالاعتداء لفظياً على إحدى الناشطات من خلال التوجه إليها بعبارات الشتم والإهانة. وطالب المغردون الأجهزة الأمنية المسؤولة عن العنصر بمحاسبته على تصرفه وإنزال أشد العقوبات بحقه.
وتتوسّع يومياً الانتهاكات الصارخة ضدّ حريّة التعبير والرأي والصحافة في لبنان، بوتيرة متسارعة بدأت تستفحل منذ انتفاضة 17 أكتوبر، فبدأت البلاد تشهد قمعاً مباشراً على الصحافيين والناشطين للجم التغطيات والآراء الناقدة للسلطة وممارساتها على مختلف الصعد.
وبدل أن تجتهد الحكومة اللبنانية بإنقاذ اللبنانيين من الانهيار المدمر اقتصادياً واجتماعياً، وتوجه إجراءاتها ضد المسؤولين الذين تسببوا بنهب المال العام وتهريب المليارات الى الخارج، وتفرض إصلاحات جدية تحرّر أموال المودعين من قبضة المصارف وتخلصهم من جشع الصرافين وتجار العملة؛ تقوم بقمع المتظاهرين الذين يطالبون بأبسط حقوق العيش في بلد حرمهم شتى أنواع الرعاية.