نظّمت مجموعة الروزنا الشبابية في الدوحة، أمس الأربعاء، محاضرة عن بُعد حملت عنوان "انتهاك الحقوق الرقمية للفلسطينيين وآليات المواجهة". وناقشت المحاضرة التي تحدث فيها المدير التنفيذي لمركز "حملة" نديم الناشف، السطوة الإلكترونية التي تمارسها إسرائيل من خلال أجهزتها المخابراتية والرقابية على الحياة العامة للفلسطينيين، والتي تسعى من خلالها إلى إحكام رقابتها التكنولوجية والرقمية على المحتوى الفلسطيني للأفراد والمؤسسات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تُعتبر جميعها انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.
وتناول الناشف، الحقوق الرقمية أو ما تعُرف بحقوق الإنترنت، والتي هي امتداد لحقوق الإنسان المحمية خارج الإنترنت، أي في العالم الواقعي وفقا للقوانين والاتفاقيات الدولية، وتطرق إلى حقوق الإنسان الأساسية على الإنترنت، والتي أهمها حق الوصول إلى الإنترنت بأمان وخصوصية دون وجود أي جهة حكومية رقيبة تحجب عن المواطن أي موقع يود الوصول إليه، إضافة إلى حق المواطن في حرية التعبير عن الرأي وحقه في الخصوصية وحماية بياناته، عدا عن الحق في التجمع السلمي وإدارة حوارات مجتمعية سواء للحركات أو الأحزاب.
وتعرض الناشف في حديثه عن انتهاكات إسرائيل للحقوق الرقمية للفلسطينيين، إلى قطاع الاتصالات الفلسطينية المُسيطر عليه من قبل إسرائيل منذ العام 1967، والتي تمنع بشكل ممنهج أي تطور يخص قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطيني، لدرجة أن العالم وصل إليه الجيل الخامس من الاتصالات بينما غزة ما زالت في الجيل الثاني، أما الضفة الغربية فقد دخل إليها الجيل الثالث أخيرا. ما جعل سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطيني تابعا ورهينا للسوق الإسرائيلي، ما يعزز التبعية الاقتصادية والتكنولوجية لإسرائيل، ويخلق فجوة رقمية للفلسطينيين، وفقا للمحاضر.
Facebook Post |
وأشار الناشف إلى الخوارزميات التي تستخدمها إسرائيل منذ العام 2015 للسيطرة على الحسابات الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي والحد من عملها، وذلك باستخدام برمجيات خاصة تفحص المواقع الفلسطينية ومحتواها من خلال كلمات مفتاحية تضبط وتراقب وتحدّ من المحتوى الفلسطيني. لافتا إلى أن شركة "فيسبوك" لأسباب ربحية تكنولوجية وسياسية تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي بإغلاقها الكثير من الحسابات الفلسطينية المشتركة عليها، مُساهمة بذلك في زيادة سيطرة إسرائيل على المحتوى الفلسطيني.
وتعمل إستراتيجيات إسرائيل على تخويف الفلسطينيين رقميا، وذلك بتقوية وحدة "السايبر" الإسرائيلية التي تقوم بقرصنة حساب أي فلسطيني يشكل تهديدا لإسرائيل، أو اعتقاله عند الضرورة أيضا. ففي العام 2018 اعتقلت إسرائيل أكثر من 350 فلسطينيا بسبب نشاطهم على "فيسبوك"، إضافة إلى صناعة إسرائيل لتكنولوجيا المراقبة التي صنعت برنامج التجسس "بيغاسوس".
واختتم الناشف بالتأكيد على تعزيز دور الحقوق الرقمية الفلسطينية، وضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها الرقمية بحق الفلسطينيين، وذلك بإعداد مجموعات طلابية مُنظمة تُدافع عن المضمون الفلسطيني باللغتين العربية والإنكليزية،
يذكر أن "الروزنا" هي مجموعة شبابية تطوعية مستقلة، أسسها مجموعة من الناشطين والباحثين الشباب في العاصمة القطرية الدوحة عام 2015، وتعمل على إثبات حضورها في المشهد الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية بغرض المحافظة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية.