أدوات تتبع كورونا: محرومون ومتوجّسون

23 ابريل 2020
يحذر الخبراء من أزمة ثقة (أندريه رونتشيني/Getty)
+ الخط -
أعلنت كل من "غوغل" و"آبل" عن برنامج مشترك لتسخير التكنولوجيا لمساعدة البلدان على إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد. إلا أن مجموعة من المخاوف والانتقادات شابت هذا المشروع والمشاريع المشابهة له، وعلى رأسها تهميش مئات الملايين من المستخدمين ومخاوف اختراق الخصوصية.

محرومون من التقنية الجديدة

أكدت مجلة "فوربس" أن 2.5 مليار مستخدم حول العالم لن يتمكنوا من الوصول إلى أداة تتبع الاتصال الجديدة من الشركتين. 

ولن تكون الهواتف في الصين قادرة على استخدام هذه البرامج، لأن منتجات "غوغل" محظورة في هذا البلد، مما يؤثر على 500 مليون مستخدم. 

كما أن هواتف "هواوي" الصينية التي تم إصدارها بعد القائمة السوداء للولايات المتحدة في العام الماضي ستكون غير مؤهلة لإضافة الخدمة. 

هذا وعدد كبير من الهواتف القديمة خارج الصين ليس لديها نوع شريحة "بلوتوث" المناسبة لتمكين النظام من العمل بشكل مناسب، بالإضافة إلى تلك الهواتف التي تحتوي على الأجهزة المناسبة ولكنها لا تملك نسخة محدثة من نظام التشغيل ولن تطبق التكنولوجيا الجديدة.

وتقدر "فاينانشيال تايمز" أن هذا يؤثر على ما يصل إلى 500 مليون هاتف، أي ربع الهواتف الذكية المستخدمة اليوم. 

وإضافة 500 مليون هاتف قديم إلى 500 مليون هاتف صيني تعطي مليار مستخدم على وشك أن يفوتهم البرنامج الجديد، وهذا لا يشمل 1.5 مليار شخص ما زالوا يستخدمون الهواتف الأساسية التي لا تعمل بنظام iOS أو "أندرويد" على الإطلاق، أو ليست لديهم التكنولوجيا المطلوبة لجعل مثل هذا النظام يعمل. 

ويكمن المشكل في أن التكنولوجيا المطلوبة هي خطوة بعيدة جداً بالنسبة للعديد من أفراد المجتمع الأقل ثراءً، والأكبر سناً، والأكثر ضعفاً، وهم الأشخاص الأكثر احتياجاً للحماية.

مخاوف الخصوصية

تم تصميم نهج الخصوصية في مشروع الشركتين لمنع الحكومات من جمع البيانات عن مواطنيها. ومن الناحية الفنية، قامت الشركات الأميركية بحل المشكلات المتعلقة بالحصول على استشعار تقارب "بلوتوث" ومعرّفات مجهولة الهوية تعمل جنباً إلى جنب.

لكن في رسالة مفتوحة نُشرت في 20 إبريل/نيسان، حذّر العشرات من الأكاديميين من جميع أنحاء العالم من أنهم "يشعرون بالقلق من أن بعض الحلول للأزمة قد تؤدي إلى أنظمة تسمح بمراقبة غير مسبوقة للمجتمع ككل". 

ويحذّر الأكاديميون من أنه إذا كان يُنظر إلى نشر مثل هذه التطبيقات على أنها أداة مراقبة فسوف تنكسر الثقة. 

وتشرح الرسالة: "من المهم أن يثق المواطنون في التطبيقات من أجل إحداث فرق في معالجة الأزمة، إذا لم يتم تثبيت التطبيقات، فلن يعمل البرنامج"، وتحذر من أن فكرة المراقبة من شأنها أن "تعوق بشكل كارثي الثقة في مثل هذا الطلب وقبوله من المجتمع ككل".

وإلى جانب مشروع "غوغل" و"آبل"، تحاول تطبيقات تتبع جهات الاتصال وتسجيل كل لحظة يكون فيها شخص ما قريباً من مالك هاتف ذكي آخر لفترة زمنية طويلة. وهكذا يُعرف إذا ما كان شخص قد كان على اتصال بمصاب. 

ويمكن أن يُطلب من أولئك الذين يعتبرون في خطر كبير البقاء في المنزل، في حين يمكن للآخرين الاستمرار في الخارج، تشرح "بي بي سي"

وتستخدم هذه التطبيقات مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك الاحتفاظ بسجلات بيانات موقع GPS للمستخدمين، ومطالبتهم بمسح رموز الاستجابة السريعة QR، و"بلوتوث". 

ويحذّر المعارضون من أن هذا النوع من النظام سيكون غير دقيق لأن بعض الهواتف تكتشف إشارات من مسافة تصل إلى 30 متراً من دون أن تتمكن من تحديد المسافة، ويمكن للتداخل منع هاتفين من ملاحظة بعضهما البعض عندما يكونان في حدود مترين. 

ويرون أن تتبع جهات الاتصال الرقمية عرضة لجميع أشكال الاحتيال وسوء المعاملة، من الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة متعددة، وتقارير كاذبة عن الإصابة، إلى هجمات من قبل الجهات العدائية. 

ومع ذلك، فقد اقترح الباحثون في معهد البيانات الضخمة التابع لجامعة أكسفورد سابقاً أنه حتى إذا كانت التنبيهات الكاذبة والخطيرة شائعة، فسيظل انتشار الفيروس بطيئاً، وسيتعين على الأشخاص قضاء وقت أقصر في الحجر الصحي.

المساهمون