لبنان: معاناة موظفي تلفزيون "المستقبل" يفاقمها حصار "كورونا"

14 ابريل 2020
طالب الموظفون بمستحقاتهم (لاريسّا عون/تويتر)
+ الخط -

اعتصام جديد أُضيف اليوم الثلاثاء إلى سلسلة تحرّكات موظفي تلفزيون "المستقبل" أمام مبنى القناة في العاصمة اللبنانية بيروت، للمطالبة بمستحقاتهم المالية التي تماطل الإدارة في دفعها رغم اختيارها تقسيطها خلال 25 شهراً.

ريف عقيل، إحدى العاملات في تلفزيون "المستقبل"، شاركت اليوم في الاعتصام، متخذة تدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد، لعلّ التحرّك يسرّع من إجراءات دفع المستحقات التي خسرت أكثر من ثلث قيمتها، بعدما ارتأت الإدارة تسديدها بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف الرسمي، علماً أنّ اتفاق العمل ينصّ على تسلم الراتب بالدولار، وفق ما أكدت لـ "العربي الجديد".

وقالت عقيل لـ "العربي الجديد": "على الرغم من التزامنا قرار التعبئة العامة، فالكيل قد طفح. الأزمة المادية التي فاقمها وباء فيروس كورونا المستجد دفعتنا نحو الشارع، للمطالبة بأموالنا كي نتمكن مع الصمود مع عائلاتنا". وأشارت إلى أن العاملين في القناة اللبنانية لم يتلقوا إلّا ثلاث دفعات منذ إقفالها في سبتمبر/أيلول الماضي، معتبرة أن مماطلة الإدارة غير مرتبطة بأزمة الوباء المستجد، ولافتة إلى أن التحرك قد يتخذ منحى تصاعدياً في الأيام المقبلة "في حال لم نتلق الدفعة المتفق عليها".

يذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، قرر تعليق العمل في "تلفزيون المستقبل" في 18 سبتمبر/أيلول الماضي، وتصفية حقوق العاملين والعاملات. واتفق حينها الحريري ورئيس مجلس إدارة "المستقبل" رمزي جبيلي والموظفون والعاملون في القناة من صحافيين وتقنيين ومراسلين ومعدّي برامج وآخرين على تقسيط مستحقاتهم على 25 شهراً أو دفعة، وقبضها بالعملة اللبنانية وفق سعر الصرف الرسمي، علماً بأنّ العقود موقعة بالعملة الصعبة. يُشار إلى أن سعر صرف الليرة في السوق السوداء وصل إلى نحو 3 آلاف ليرة أخيراً مقابل الدولار، فيما لا يزال السعر الرسمي عند 1507 ليرات.

بدأت أزمة تلفزيون "المستقبل" منذ نحو خمس سنوات، عندما بدأت الإدارة تتأخر في دفع رواتب الموظفين، ثم توقفت كلياً لأشهر عدة، لتعود وتدفع نصف الأجور، وتعد بإيجاد حلول. لكن هذه الوعود لم تتحقق، ما دفع الموظفين إلى إعلان إضرابهم في 30 يوليو/تموز الماضي، فامتنعوا عن تحضير وتقديم نشرات الأخبار، ثم لحق بهم قسم البرامج، لتكتفي "المستقبل" ببث الحلقات المعادة والبرامج القديمة.

ولا يمكن فصل أزمة "المستقبل" المالية عن التوتر في العلاقة بين الحريري والمملكة العربية السعودية وتراجع الدعم المالي، من دون تجاهل إيقاف النسخة الورقية من صحيفة "المستقبل" سابقاً وتصفية مؤسسة "سعودي أوجيه للبناء".

المساهمون