أظهرت وثائق جديدة أنّ "فيسبوك" كان على علم بأنّ "كامبريدج أناليتكا"، ربّما كانت تجمع بيانات ملف تعريف المستخدمين قبل ثلاثة أشهر على الأقل من كشف "ذا غارديان" أن شركة الأبحاث السياسية، كانت تستخدم المعلومات لاستهداف الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وتُشير رسائل تواصل داخلي إلى مخاوف بشأن تحليلات "كامبريدج أناليتكا"، تعود إلى سبتمبر/أيلول 2015. في الوثائق، يُناقش موظّفو "فيسبوك" تحليلات "كامبريدج أناليتكا" وشركات الطرف الثالث الأخرى، التي تمّ تحذيرها من أنّها قد تكون تستخدم بياناتها بشكل قد ينتهك سياساتها. ويقول الموظّفون إنّهم يتواصلون مع الشركات المعنيّة للتحقيق في استخدامها لبيانات "فيسبوك".
وتضفي المراسلات بين الموظفين مزيدًا من الضوء على ما عرفه "فيسبوك" في ذلك الوقت ومتى علم به.
في إبريل/ نيسان 2018، شهد الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ أمام مجلس الشيوخ بأنّ الشركة علمت عام 2015، أن "كامبريدج أناليتكا" قد اشترت بيانات من أحد مطوري التطبيقات على "فيسبوك" قام الأشخاص بمشاركتها معها، وطالبت الشركة بحذف البيانات والتوقف عن استخدامها.
في يوليو/ تموز 2019، قدمت هيئة الأوراق المالية والبورصة شكوى تزعم أن "فيسبوك" قد أدلى ببيانات مضلّلة في ملفاته العامّة، من خلال الادعاء بأن مخاطر إساءة استخدام البيانات كانت افتراضية، في الوقت الذي عرف فيه بالفعل بوجود حالات سوء الاستخدام. في الشكوى، قالت اللجنة إن الموظفين في مجموعة الدعاية السياسية على موقع "فيسبوك"، كانوا يرغبون في التحقيق في عملية مسح البيانات المحتملة بواسطة "كامبريدج أناليتكا" في سبتمبر/ أيلول 2015، أي قبل ثلاثة أشهر من تقرير لصحيفة "ذا غارديان" حول استخدام "كامبريدج أناليتكا" لبيانات "فيسبوك".
وقال "فيسبوك" في تدوينة، أمس الجمعة، إنّ الوثائق الجديدة "لها القدرة على الخلط بين حدثين مختلفين يحيطان بمعرفتنا بكامبريدج أناليتكا". وضمّن "فيسبوك" رابطًا في التدوينة إلى نفس المراسلات التي تم تسريبها في وقت سابق، والتي قال إنه وافق على إصدارها بشكل مشترك مع المدعي العام في دي سي، كارل راسين.
وقال متحدث باسم مكتب راسين: "لقد ناضلت مقاطعة كولومبيا لإعلان هذه الوثيقة على الملأ، لأننا نعتقد أن الشعب الأميركي لديه الحق في معرفة ماذا ومتى عرف "فيسبوك" نقاط ضعف أمان البيانات الخاصة به. وفقًا للمحادثات التي تتضمنها هذه الوثيقة، كان موظفو "فيسبوك" يثيرون إنذارات بشأن الشركاء السياسيين، ويشككون في امتثالهم لسياسات بيانات فيسبوك منذ سبتمبر/ أيلول 2015.
وقال "فيسبوك": "قام أحد موظفي "فيسبوك" بمشاركة شائعات لا أساس لها من أحد منافسي "كامبريدج أناليتكا"، التي ادعت أن شركة تحليل البيانات كانت تجمع البيانات العامة". وأوضح أنّ الحصول على ملفات التعريف العامة، يختلف عن استخدام "كامبريدج أناليتكا" بيانات من أصدقاء المستخدمين، الذين لم يوافقوا على مشاركة بياناتهم. ويقال إن "كامبريدج أناليتكا" باعت البيانات التي حصلت عليها من المستخدمين وأصدقائهم، بمجرد إجراء اختبار الشخصية الذي طوّره ألكسندر كوغان.
ومع ذلك، توضح الوثائق أنّ "فيسبوك" كان على دراية بالانتهاكات المحتملة للسياسة من قِبل "كامبريدج أناليتكا" منذ سبتمبر 2015. كان موظفو "فيسبوك" في ذلك الوقت يعتقدون أن جمع البيانات بواسطة "كامبريدج أناليتكا" وغيرها قد يمثل انتهاكًا لسياساتها.
في المستندات، يقترح أحد الموظفين الإبقاء على مسألة استخدام بيانات من الطرف الثالث وجمعها "مفتوحة"، ويقول إنهم سيعملون على "وصف أكثر ملاءمة للأعمال" لسياساتها.
في وقت لاحق، وصف أحد الموظفين حالة "كامبريدج أناليتكا" بأنها ذات أولوية عالية، بعد أن نشرت صحيفة "ذا غارديان" تقريرها الذي قال إنّ الحملة الرئاسية للسيناتور تيد كروز، من ولاية تكساس، كانت تستخدم بيانات مستخدمي "فيسبوك" من دون موافقتهم. وكتب الموظف "هذه القصة نشرت للتو في "ذا غارديان" وهناك طلبات الآن من وسائل الإعلام الأخرى. نحن بحاجة إلى التعامل مع هذا في أسرع وقتٍ ممكن".