مخدرات العراق: موجة سخرية بعد تبرئة رئيس الوزراء لإيران ولوم الأرجنتين ولبنان

06 مارس 2019
سخرية من تصريحات عادل عبد المهدي (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
أخلى رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، ساحة إيران من مسؤولية إغراق العراق بالمخدرات، مخالفاً بذلك تقارير وزارة الداخلية وقيادات العمليات والشرطة في البصرة وواسط وديالى وذي قار وبابل وبغداد، حول مصدر المخدرات، وكذلك حقيقة أعداد الإيرانيين المعتقلين في السجون العراقية بتهم تهريب المخدرات وترويجها. إذ أعلن، في مؤتمر صحافي، أن المخدرات قادمة من الأرجنتين ثم إلى لبنان، وتحديداً مدينة عرسال، وتدخل العراق عبر الأراضي السورية.

وتسبب تصريح عبد المهدي في موجة سخرية واستهجان كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية العراقية، على حد سواء، على اعتبار أنه تجنّب اتهام إيران وألقى التهمة على دولة بعيدة هي الأرجنتين، وأخرى عربية.

وقال عبد المهدي، خلال مؤتمره الأسبوعي الذي عقده في المقر الحكومي وسط العاصمة بغداد، إنّ "ظاهرة المخدرات كبيرة تحاول أن تمتد.. تأتي عبر طريق طويل جدا"، مبيناً أنّ "المخدرات يتم نقلها من الأرجنتين إلى مدينة عرسال اللبنانية وبعدها إلى سورية، وصولاً إلى الأراضي العراقية، وتؤسس لنفسها في العراق شبكات مخدرات"، مضيفاً "تعمل تلك الشبكات على استغلال الشباب وكسب أموال هائلة على حساب هذه القضايا".

ويأتي تصريح عبد المهدي بعد ساعات من إعلان قوات حرس الحدود في البصرة إحباط عملية ضخمة لتهريب المخدرات قادمة من إيران، وذلك بعد مدة من تصريح لقائد شرطة البصرة، الفريق رشيد فيلح، قال فيها إن 80 بالمائة من المخدرات قادمة من إيران.



وأثار تصريح عبد المهدي انتقادات بين أوساط المسؤولين العراقيين الذين أكدوا أنّه مغالط للحقيقة. وقال ضابط رفيع في الحدود العراقية - الإيرانية لـ"العربي الجديد": "تصريح عبد المهدي كان مفاجئاً ومستغرباً، وغير ما وقع"، مبيناً "نعلم وجميع المسؤولين العراقيين أنّ المصدر الوحيد للمخدرات في العراق هي إيران، وهذا الأمر موثّق".

وأضاف "كل يوم تدخل المخدرات عبر الحدود مع إيران، ونعمل على محاربتها، لكن هناك مافيات عراقية مرتبطة بمسؤولين وأحزاب عراقية تقدّم الدعم لدخولها"، مبيناً أنّه "تمّ القبض على عشرات الإيرانيين خلال عمليات التهريب، وتمت مصادرة كميات كبيرة من المخدرات، بعلم أجهزة الدولة".

واستغرب من "مجاملة عبد المهدي الواضحة للجانب الإيراني، وإبعادها حتى عن طريق المخدرات، وليس فقط من مسؤولية إدخالها"، مشيرا إلى أنّ "هذه المجاملات ستكون على حساب المواطن العراقي، لأنّها ستتسبب في زيادة دخول المخدرات وقوة الجهات والمافيات التي تعمل على إدخالها ونشرها في البلاد".

وأثار تصريح عبد المهدي موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّر ناشطون ومواطنون عن إحباطهم من ذلك التصريح.

وقال سليم الدليمي في تغريدة له "من حق العالم أن يضعنا في ذيل تصنيفات المؤشرات: عبد المهدي يقول إنّ المخدرات يتم نقلها من الأرجنتين إلى العراق... لا يجرؤ أن يقول إنّ إيران هي من ترسلها".


بينما قال علاء ناصر، في منشور له على فيسبوك "يقصد المواطنين الأرجنتينيين هم من يقومون بإدخال المخدرات أثناء دخولهم العراق لتأدية مراسم الزيارة".

فيما قال عبد السلام كريم متهكماً "طلعت المخدرات تجي من الارجنتين والله عبالي انها تجي من ايران". وأرفق صورة تظهر الأرجنتين حدودية مع العراق.

وقال محمد الحسناوي، في تعليق له على فيسبوك: "شفتوا واحنا عبالنة الجارة الحبيبة إيران، طلعت من الأرجنتين، يبعون هنا، الشعل واكغ عدهم هناك خطية".




المساهمون