الأوليغارشيا الروسية تهدد بمقاضاة الإعلام

10 فبراير 2018
زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني (أوليغ نيكيشين/إبيلسون)
+ الخط -
هدّد أحد أكبر رجال الأعمال الروس المتحالف مع الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، بمقاضاة وسائل الإعلام، لأنها نقلت أخباراً حول عقده اجتماعاً سرياً مع مسؤول كبير في الحكومة الروسية، في 2016.

وجاءت هذه الادعاءات التي برزت بعد تحقيق أجراه زعيم المعارضة الروسية، أليكسي نافالني، مع توجه روسيا نحو انتخابات رئاسية، في مارس/آذار المقبل، ومن المتوقع أن بحافظ بوتين على منصبه.

واعتبر رجل الأعمال، أوليغ ديريباسكا الذي يملك إحدى أكبر المجموعات الصناعية في روسيا أن تحقيقات نافالني كانت "جزءاً من حملة مخططة هدفها تشويه سمعته"، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وفي شريط فيديو نُشر على موقع "يوتيوب"، اتهم زعيم المعارضة ديريباسكا برشوة نائب رئيس الوزراء الروسي ومساعد بوتين السابق، سيرغي بريخودكو، عن طريق تسليته في رحلة على متن يخت مع عدد من النساء وُصفن بالمرافقات. وجذب الفيديو المذكور أكثر من 1.2 مليون مشاهدة، بينما لم يصدر أي رد فعل رسمي إزاءه.

كما رفض المتحدث باسم بوتين التعليق على شريط الفيديو، خلال مكالمة هاتفية مع صحافيين، أمس الجمعة.

وحذر ديريباسكا المؤسسات الصحافية، في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، قال فيه "أريد تحذير وسائل الإعلام من نشر هذه الادعاءات البغيضة"، وأضاف "سأقمع بشدة أي محاولات لنشر وتدفق أخبار ومعلومات كاذبة، عبر الوسائل القانونية المتاحة كلها، وسأدافع عن شرفي وكرامتي في المحكمة".

كما نُشر البيان الصحافي المذكور على صفحة رجل الأعمال على تطبيق "إنستاغرام"، علماً أن مجلة "فوربس" قدرت قيمة ثروته بـ 6.7 مليارات دولار أميركي.



وذكرت المؤسسة الإعلامية "آر بي سي" RBC، الجمعة، أن بريخودكو رد على استفسارات طُرحت حول الفيديو المذكور، في بيان صحافي، قال فيه "كنت سأرد عليه كرجل، لكنني سأبقى ضمن الإطار القانوني".

وتابع بريخودكو قائلاً إنه ليس على معرفة برئيس الحملة الانتخابية السابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بول مانافورت، خاصة أن الأخير برز اسمه ضمن التحقيقات الأميركية في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2016.

وقال بريخودكو عن نافالني إن "هذا السياسي الفاشل حاول مجدداً الترويج لنفسه، خالطاً كل ما حصل وما لم يحصل، بدءاً بصديقي ديريباسكا وصولاً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومانافورت الذي لا أعرفه بشكل شخصي".

واستند تحقيق نافالني إلى البيانات مفتوحة المصدر وصور من تطبيق "إنستاغرام" وفيديوهات حملتها امرأة تدعى ناستيا ريبكا التي ألفت كتاباً حول كيفية إغواء أصحاب المليارات.

في مقابلة مع التلفزيون الروسي، العام الماضي، قالت ريبكا إنها وُظفت من قبل وكالة عرض أزياء، لقضاء بعض الوقت على يخت ديريباسكا. وربط التحقيق رحلة اليخت بتفاصيل بذيئة ذكرتها ريبكا في كتابها، وأثار الشكوك من أن هذا الاجتماع المذكور مرتبط بشكل من الأشكال بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة عام 2016.

ووصف رئيس "منظمة الشفافية الدولية في روسيا"، إيليا شومانوف، التحقيق بـ "المثير للاهتمام"، لاستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد وفضح العلاقة المزعومة بين الثروة والسلطة في روسيا، وهي فئة قلية محتكرة "أوليغارشيا" متحالفة مع السلطة.

وقال شومانوف إن "الكثير من الأشخاص يعرفون عن وجود هذا النوع من المحادثات بين المسؤولين الروس والأوليغارشية، لكن، بالطبع، من الصعب إظهار هذا الأمر بوضوح".

في المقابل، ردّ نافالني على ادعاءات ديريباسكا، عبر تطبيق "إنستاغرام"، إذ كتب: "ما الذي تصفه بالأخبار الزائفة؟ ألم يتواجد المسؤول الحكومي بريخودكو على متن اليخت خاصتك؟ ألم يسافر هناك على متن طائرتك"؟

(العربي الجديد)
المساهمون