تعرض نحو 50 صحافياً في صحيفة "العالم اليوم" المصرية، للفصل التعسفي من قبل الإدارة التي يمتلكها الإعلامي عماد الدين أديب، ويترأس مجلسها، الصحافي جمال عنايت، وتديرها بالوكالة، زوجة الأول، الممثلة مروة حسين. كما شكى الصحافيون من طردهم "بشكل مؤسف، وغير لائق من مقر الصحيفة"، بواسطة مروة حسين، على الرغم من أنهم أعضاء مقيدون في جدول "المشتغلين" في نقابة الصحافيين.
وقال الصحافيون المطرودون من "العالم اليوم"، في مذكرة قدموها إلى نقيب الصحافيين، عبد المحسن سلامة، إنهم حضروا إلى مقر الصحيفة، في ضاحية المهندسين في محافظة الجيزة، غير أن زوجة أديب منعتهم من الدخول، ما دفعهم إلى تحرير محضر تحت رقم (8732/2018 إداري) في قسم شرطة العجوزة، لإثبات واقعة الفصل التعسفي، والتعدي اللفظي والفعلي من الإدارة بحقهم، في حضور محامي النقابة.
وبناءً على توجيهات نقيب الصحافيين وأعضاء مجلس النقابة، توجه الصحافيون إلى مكتب العمل، وقدموا شكاوى جماعية، لإثبات حقوقهم، موضحين أن محامي الممثلة - الموكلة بإدارة الصحيفة من زوجها - حضر إليهم، وحاول الضغط عليهم لعدم اتخاذ أي إجراء قانوني، بل اتهمهم بأنهم ينتحلون صفة "صحافيين" علماً بأنهم أعضاء في النقابة، ويمارسون المهنة منذ أكثر من 20 عاماً.
كان أديب ونائبه عنايت قد اجتمعوا بصحافيي "العالم اليوم" قبل ست سنوات، واتفقوا على تأسيس شركة مساهمة مصرية تحمل اسم "الأخبار السعيدة"، وهي الترجمة العربية لاسم الشركة ذات الترخيص الأجنبي "غوود نيوز"، المملوكة لآل أديب، حتى يمكن التحاق الصحافيين بجداول النقابة، نظراً لرفض قانون النقابة التحاق الصحافيين العاملين في الصحف الصادرة بترخيص أجنبي.
وأفاد الصحافيون بأنه عند تحرير العقود، وضماناً للحقوق، وضع بند أساسي يؤكد الصلة بين الشركتين "غوود نيوز" و"الأخبار السعيدة"، وهو ما يتأكد بأن دخولهم للنقابة جاء من خلال صحيفة "العالم اليوم"، وكارنيهات النقابة الخاصة بكل صحافي، والمدون بها "العالم اليوم"، إلا أن إدارة الصحيفة تنصلت لاحقاً من شركة "الأخبار السعيدة"، مع العلم أن قرار التأسيس صادر من عماد الدين أديب شخصياً.
وأشاروا كذلك إلى أنهم سبق وأبلغوا الإدارة، ممثلة في رئيسة تحرير الصحيفة، نجلاء ذكري، بأن قانون الصحافة والإعلام الجديد يتطلب توفيق أوضاع الصحف ذات الترخيص الأجنبي، بإنشاء شركات مساهمة مصرية، باعتبار أن شركة "الأخبار السعيدة" ستكون الملاذ الآمن لاستمرار الصحيفة، لكن فوجئوا بتصفية الشركة من دون اتخاذ الخطوات القانونية وسلك القنوات الشرعية بتسوية حقوق العاملين.
وأشاروا في مذكرتهم إلى أن "ملفاتهم التأمينية أغلقت بمعرفة مكتب تأمينات الدقي بالمخالفة للقانون، وللقرار الوزاري الصادر بضرورة العودة إلى نقابة الصحافيين قبل غلق الملف التأميني لأي صحافي يتمتع بعضوية النقابة، وهو ما دفع نقابة الصحافيين لمخاطبة وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، للإفادة باستمرار الصحافيين في عملهم، والتقدم بشكوى رسمية لمكتب تأمينات منطقة شمال الجيزة".
وطالب صحافيو "العالم اليوم" المفصولون تعسفياً باتخاذ كافة الإجراءات التي تحفظ حقوقهم المادية والأدبية، وعلى رأسها إلغاء قرار إيقاف التأمينات الخاصة بهم، والطعن في قرار تصفية شركة "الأخبار السعيدة" من دون تسوية مستحقاتهم المالية، والعودة إلى ممارسة عملهم رفضاً لظاهرة البطالة التي تتفشى بوضوح في الصحافة المصرية، والحصول على رواتبهم المتأخرة خلال عامي 2013، و2014، والبالغة 20 شهراً.
من جهته، قال عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمد سعد عبد الحفيظ، إن النقابة ستحقق في واقعة تزوير توقيعات 45 صحافياً على استمارات استقالاتهم، مشدداً على عدم التهاون في حقوق الصحافيين، وتضامن النقابة معهم قانونياً، ودعمهم مالياً في حال عدم صرف رواتبهم عن آخر شهر، فضلاً عن إحالة عماد الدين أديب إلى التحقيق في أزمة التزوير، والفصل التعسفي، تمهيداً لإحالته إلى لجنة التأديب.
Facebook Post |
وأضاف عبد الحفيظ، في تدوينة على موقع "فيسبوك"، أنه "يتمنى من مجلس النقابة التفاعل مع أزمات ومشاكل الصحافيين المفصولين من مؤسساتهم على نفس قدر اهتمام أعضاء الجمعية العمومية بأزمة جريدة (العالم اليوم)، على وقع فصل عدد كبير من الصحافيين في مؤسسات تملكها شركات تابعة لأجهزة في الدولة (الاستخبارات العامة) خلال الأشهر الأخيرة".
وتابع: "للأسف لم نجد من أعضاء الجمعية العمومية هذا القدر من الاهتمام، الذي يدفع مجلس النقابة إلى التشدد في مواجهة مثل هذه الأزمات... وأرجو من الزملاء التركيز معنا على قضايا زملائهم المحبوسين من دون وجه حق على ذمة قضايا مصنوعة لهم... وهؤلاء فجيعتهم أكبر، ومصابهم جلل، ويحتاجون منكم إلى كل الدعم والاهتمام".