الصحافي اليمني محمد المقري يواجه المجهول

24 سبتمبر 2017
يلاحق القتل والاعتقالات صحافيي اليمن (عبدالناصر الصديق/الأناضول)
+ الخط -
بعد مرور عامين على اعتقال الصحافي اليمني، محمد المقري، من قبل تنظيم "القاعدة"، لا يزال مصيره مجهولاً والأخبار منقطعة عنه، في ظل تضاؤل فرص الوساطة للإفراج عنه.
وكان الصحافي المقري اعتقل مع آخرين في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، أثناء عمله مراسلاً في قناة "اليمن اليوم" المقربة من الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بعد مشاركتهم في تظاهرة مناوئة لتنظيم "القاعدة"، أثناء سيطرته على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت كبرى محافظات الجمهورية اليمنية.

وبينما أفرج تنظيم القاعدة عن زميله الصحافي، أمير باعويضان، في 24 إبريل/نيسان عام 2016، تزامناً مع دخول قوات حكومية مدعومة من التحالف العربي إلى مدينة المكلا، تضاءلت فرص الإفراج عن المقري بعد تحرير المدينة وفرار قيادات التنظيم، ليظل مصيره مجهولاً لغاية الآن.

ونفى مصدر في أسرة الصحافي المقري وجود أي معلومات لغاية هذه اللحظة عن محمد المقري، باستثناء تلك الأخبار التي نُقلت إليهم عبر وسطاء يسعون إلى إيجاد أي خبر عنه، وتصب كلها في الإشارة إلى أنه بصحة جيدة ومن دون أي تفاصيل أخرى.

وأضاف المصدر نفسه لـ "العربي الجديد": "لم نستطع التواصل مع محمد المقري، ولم نره أو نسمع صوته منذ اعتقاله، ولا نعرف مكان اعتقاله. وخلال احتلال القاعدة للمكلا، أعتقد أنه داخل المدينة، ولكن بعد تحريرها لا نعرف أين هو، إذ تختلف الروايات عن مكان احتجازه، فهناك من يقول إنه في عزان في محافظة شبوة، وآخرون يعتقدون أنه في البيضاء، والآن مر أكثر من عام ولم نحصل على أي معلومة عنه".

وفي إجابته عن سؤال عما إذا كانت هناك مساعي وساطة للإفراج عنه، لفت المصدر إلى أنه كانت هناك مساعٍ عبر وسطاء، لكنها لم تكلل بنجاح، لأنهم لم يستطيعوا مقابلة أي من قيادات القاعدة من أصحاب القرار، خصوصاً بعد تحرير المكلا، وفرار قيادات التنظيم ومطاردتهم من قبل التحالف".

وعن دور المنظمات الحقوقية والإنسانية تجاه القضية، أوضح المصدر أنه "لم يتبنّ قضية محمد المقري أي جهة غير أهله وأقاربه وبعض أصدقائه، أما البقية فآثروا التغاضي عن قضيته لأسباب لا نعلمها". وكان تنظيم "القاعدة" قد شن حملة اعتقالات في خريف عام 2015، إثر مظاهرات دعا لها مناوئون لحكم التنظيم في مدينة المكلا، لكنه أفرج عن معظمهم لاحقاً، مستثنياً الصحافي المقري.

ويدفع الصحافيون اليمنيون ثمناً باهظاً جراء الحرب في اليمن، سواء تلك التي تخوضها القوات الحكومية ضد جماعة الحوثي وحزب صالح أو الحرب الدائرة ضد تنظيم "القاعدة" في بعض المحافظات، خصوصاً جنوب البلاد. ووفقاً لإحصائية صادرة عن "نقابة الصحافيين اليمنيين" فقد شهدت البلاد 624 حالة انتهاك خلال عامين ونصف، بينها 148 حالة اعتقال وخطف وملاحقة تصدرت فيها مليشيا الحوثي وصالح الجهات المنتهكة لحرية الإعلام في اليمن.

واستناداً لذات الإحصائية لا يزال 19 صحافياً منهم محتجزاً لدى مليشيا الحوثي، بينما يواجه الصحافي يحيى الجبيحي حكماً بالإعدام أصدرته محكمة تخضع لسلطة الحوثي في صنعاء. وكان الحوثيون وحلفاؤهم قد أقدموا على اعتقال الصحافي الجبيحي من منزله في صنعاء في سبتمبر/أيلول عام 2016، وفي إبريل/نيسان عام 2017 صدر ضده حكم مفاجئ بالإعدام من قبل محكمة في صنعاء، الأمر الذي لاقى إدانات واسعة.




المساهمون