"فيسبوك" يستهدف قياديي وناشطي "حماس"

16 اغسطس 2016
يصرّ "فيسبوك" على الإغلاق (NurPhoto/Getty)
+ الخط -
يواصل موقع "فيسبوك"، حملته ضد الصفحات الشخصية لقيادات فلسطينية من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وناشطين محسوبين عليها. فالأسبوع الأخير شهد إغلاق عدد من الصفحات لقياديين من "حماس" بشكل متتابع، ما يوحي بأنّ هناك حملة حقيقية تقف خلف إغلاق هذه الحسابات.
وحظر "فيسبوك" صفحات القياديين في "حماس"، صلاح البردويل وإسماعيل رضوان، والناطقين باسم الحركة، سامي أبو زهري وفوزي برهوم، وقبل ذلك أغلق صفحات عضوي المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق وعزت الرشق، وقبلهما أغلقت صفحة القيادي في "الجهاد" خالد البطش، وعشرات الصفحات الشخصية لناشطين في الحركتين.
ويقول القيادي في "حماس"، صلاح البردويل، إنّه حاول الدخول إلى صفحته لكن فوجئ بأنه لا يوجد صفحة، وقد تم إغلاقها، مشيراً إلى أنه تواصل مع إدارة فيسبوك، فردوا أنّ هناك إصرارا على الإغلاق، لأسباب لا علاقة لها بالواقع.
ويشير البردويل في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الصفحة ليس فيها أي دعوة للعنف، لكن مفهوم العنف لديهم (فيسبوك) هو معارضة الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أنّ هناك انحيازا غير مسبوق، وظاهرة غير طبيعية، عبر استهداف الناطقين والناشطين في "حماس"، ومحاولة كتم الصوت الفلسطيني المقاوم للاحتلال، وهناك يد إسرائيلية وراء هذا القرار.
ويوضح البردويل أنّ حملة غير مسبوقة بدأت لاستهداف الصوت الفلسطيني المقاوم "من حقنا أن نقاوم الاحتلال، وكل الشرائع السماوية والدولية تعطينا هذا الحق، بما فيه المقاومة الإعلامية"، مشيراً إلى أنّ الهدف من الإغلاق إخراس الصوت الفلسطيني المقاوم للاحتلال، وهذا الصوت لا يريدونه.
ويبينّ أنّ إسرائيل تقف على حافة العزلة تدريجياً، والمقاطعة تزداد، وبالتالي يريدون وضع حد لهذا الانهيار القيمي الذي تعاني منه إسرائيل وقيادتها بعد الجرائم التي ارتكبت في غزة والحصار، مؤكداً أنه من "الصعب جداً أن تكتم سيلا من المواجهة الإعلامية، ولا سيما أنّ الفلسطيني له قدرة على المناورة بكثير من الوسائل لفضح الاحتلال الإسرائيلي، ولم يعد الفلسطيني عاجزاً عن فضح الجرائم الإسرائيلية بوسائل متعددة".
ويقول القيادي في "حماس": "نحن سنفتح صفحات جديدة، الصوت لازم يصل، سنستمر وتغلق ونقوم مرة اخرى، نتعامل مع وسائل أخرى، لن يخمد صوتنا... صوتنا ليس منشأ الحق، بل الحق ساطع وموجود والعالم كله تعرف، من حقنا أن نروج لحقنا، ونفضح الاحتلال".
ويقر البردويل بأنّ إغلاق حسابات القياديين والناطقين والناشطين في "حماس" قد يؤثر على العمل الإعلامي، ولكن لا ينبغي على الإطلاق أن "نسكت بأي شكل من الأشكال، وأن نستسلم".
من جانبه، يقول الناشط الإعلامي والمدون، رضوان الأخرس، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه الصفحات تحمل الصفات الحركية للقياديين، ووفق المفهوم الأميركي الظالم للمقاومة، فإنّ هذا التنظيم "إرهابي"، لذلك سهل هذا التصنيف على "فيسبوك" إغلاق الصفحات دون حتى إنذار أصحابها.
ويلفت الأخرس إلى أنّه في المقابل، لم يتم إغلاق أي صفحات إسرائيلية من تلك التي تحرض ليل نهار على قتل الفلسطينيين، رغم وجود التحريض الدائم فيها، والشتائم بحق المسلمين والعرب، وعرضها آراء متطرفة تدعو للاعتداء على الفلسطينيين ومقدساتهم.
ويوضح أنّ الكثير من الصفحات الفلسطينية والعربية على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً "فيسبوك" و"تويتر" باتت مهددة، وفق هذه الحملة التي توقع ألا تتوقف، وأن تستمر إلى أنّ يمل أصحاب الحسابات المغلقة ولا يعودوا لافتتاح صفحات وحسابات جديدة.
ويؤكد الأخرس أنه ينبغي الضغط على إدارة هذه المواقع لتعديل هذه السياسات، والتوقف عنها، وتشكيل لجان حقوقية تتولى متابعة الأمر، وتفضح هذه السياسات دوليًّا، وتحاول إيقافها أو الحد منها، إنّ كانت المؤسسات الرسمية الفلسطينية عاجزة عن فعل شيء، بينما الصهاينة لا يدخرون جهدًا في الضغط على "فيسبوك" واستمالته إلى جانبهم.



المساهمون