صدمة وتنديد بعد جريمة ذبح عبدالله العيسى

21 يوليو 2016
الجرائم لم تتوقف في سورية (Getty)
+ الخط -

في بلد مفتوح على شتى وأقسى صنوف الجرائم، طوال خمس سنوات وأكثر، لم يستطع السوريون من كافة توجهاتهم، تجاهل الجريمة التي وقعت بحق عبدالله العيسى، بعد تناقل فيديو مروع لها، على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق قيام عناصر من حركة "نور الدين الزنكي"، بذبحه.

وكانت المعلومات الأولية التي جرى تناقلها عن الضحية، أنه فلسطيني الجنسية، وأسر خلال معركة في حندرات بحلب، وأنه يبلغ من العمر 12 عاماً. كما ظهر في الفيديو مصاباً، وقد غطت الجبيرة ساقه اليمنى بأكملها، وكان شريط السيروم بجانبه، ما يؤكد أنه كان يتلقى العلاج.

سارع كثير من السوريين، وهم أنفسهم ضحايا لأبشع جريمة تجري أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، إلى التنديد بذبح العيسى، واستنكر معارضو الأسد قبل مؤيديه، ما جاء من تبريرات بشأنها، في البيان الذي نشرته "حركة نور الدين الزنكي" مباشرة، وتعهدت فيه بفتح تحقيق ومحاسبة الجناة.




وسخر الناشطون من اعتبار الحركة لما جرى على أنه "خطأ فردي"، مذكرين إياها أن ثورتهم على نظام بشار الأسد بدأت من أجل أطفال، وكانت في سبيل الحرية والكرامة، وطالبوا بإنزال أقسى العقوبات بحق مرتكبيها. لا سيما أنها جرت بحق أسير حرب، أعزل ومصاب، نصت كل الشرائع السماوية والأعراف الدولية، على أن له حقوقاً ينبغي احترامها وعدم المساس بها.





ولأن منصات التواصل الاجتماعي، من "فيسبوك" و"تويتر"، لا تخضع لمعايير مهنية، ويمكن لأي شخص أن يضخ فيها ما يشاء من معلومات، لم يمض سوى يومين، وبدأت معلومات أخرى خاصة بالضحية، تتدفق على المنصات، على حسابات زعمت أنها تعود لعائلة الضحية.

أولى التفاصيل، جاءت في منشور على صفحة loly alomora، في "فيسبوك"، وقد تبين من التعليقات الواردة على صفحتها، أن اسمها الحقيقي لمى، زعمت فيه أنها ابنة عمة الضحية، وقد ذكرت اسم والده ووالدته، وأكدت في ما نشرته أن عبدالله، ليس فلسطيني الجنسية، وإنما سوري، من غور العاصي، إحدى قرى مدينة حماه، وأنه يسكن في حمص. مفيدةً أن الضحية يبلغ من العمر 19 عاماً، لكن إصابته بمرض التلاسيميا، جعله يبدو في الـ12 من عمره.




كما استنكرت لمى، ما تناقلته وسائل الإعلام السورية الرسمية، من معلومات غير صحيحة حول ابن خالها، فشاركت منشور "الإخبارية السورية"، التي جاء فيها إن عبدالله، طفل فلسطيني، وعلقت على المنشور متهمة القناة بعدم المصداقية، وتنقل المعلومات من دون التثبت من صحتها.





وأرسلت لمى التوضيح نفسه، إلى صفحة شام إف إم، الموالية للنظام، لكن وحتى هذه اللحظة لم يستجب أحد لمطالبتها بتصحيح ما ورد عنه، وفجأة أقفلت لمى، اليوم، حسابها على "فيسبوك".

ومن صفحة لمى، تتبعت "العربي الجديد" منشوراً على صفحة أخرى باسم "Zoze Aisa"، زعمت صاحبته أنها أخت الضحية، وتحمل اسم العائلة نفسه "عيسى"،  أكدت من خلاله أن الضحية سوري، خرج للقتال، على الرغم من مرضه بالتلاسيميا، فداء لسورية وبشار الأسد، واستنكرت تحويله إلى لاجئ فلسطيني. وشنت "Zoze Aisa"، حملة غاضبة، على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وطالبتهم بالكف عن تناول صوره وقصته، والمتاجرة بما جاء من أكاذيب فيها.



ولم يتمكن "العربي الجديد"، حتى هذه اللحظة، من التواصل مع العائلة، غير أن التعليقات التي توالت على حسابات من تزعمان أنهما قريبتاه، تؤكد صحة المعلومات التي وردت على صفحتيهما، غير أن القنوات الرسمية السورية، تتجاهل، وحتى هذه اللحظة، مطالبهما، بتصحيح المعلومات الواردة عنه.

وعلى الرغم من المعلومات الجديدة، بشأن عمره وجنسيته وأنه كان مقاتلاً، بقي ما ارتكب ضد عبدالله، في رأي كثير من السوريين، جريمة مروعة لا يمكن تبريرها، لا سيما أن عملية الإعدام
أحيت فيهم الذكريات المريرة، لمقتلة الأطفال التي جرت على يد نظام الأسد، سواء تحت القصف والحصار أو تعذيباً حتى الموت في معتقلاته، مثل الطفل حمزة الخطيب، مبينين أن الجريمة انطوت في أحد جوانبها، على خدمة مجانية لنظام الأسد، وأنها طعنة كبرى في روح ثورتهم.






المساهمون