السيسي بين "قناة رفع المعنويات" و"أهل الشر"

04 يونيو 2016
(يوتيوب وتويتر)
+ الخط -
"عملنا مشروع قناة السويس بـ 64 مليار لرفع الروح المعنوية للمصريين...الـ 90 مليون ضدي وبيتكلموا عني.. 10 بالمئة من المساجين معتقلين سياسين.. أهل الشر مش مهم تعرفهم المصريين عارفينهم"، كانت هذه أهم النقاط التي جاءت في حوار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الجمعة، مع التليفزيون المصري والمذيع أسامة كمال، بمناسبة مرور عامين على توليه الحكم.

كانت هذه أهم اللقطات التي اهتمت بها مواقع التواصل، بعد التطبيل المبالغ فيه والإنجازات الخرافية التي جاءت في الحوار، والتي وصفها بعض المعلّقين، بأنها تعني انفصال الرئيس وإعلامه عن واقع المواطنين. فمن يستمع لحوار أقوى وأنجح دول العالم، فلن يجد جزءاً بسيطاً مما جاء في الحوار عن الإنجازات الإعجازية التي تحققت، في حين تطحن الظروف الاقتصادية حياة المصريين، وفقاً لوصف أحدهم.

أطال السيسي الحديث عن فترة حكم الإخوان، وأحداث ما قبل انقلاب يوليو 2013، فبالرغم من مرور ثلاث سنوات، إلا أن هذا الكلام موجود دائمًا في كل أحاديث السيسي، ما اعتبره ناشطون عقدة الإحساس بالذنب، واعترافاً صريحاً بأنها ليست ثورة عفوية، وإنّما تم الإعداد له مسبقًا.


وتغير كلام السيسي عن مشروع قناة السويس، التي كان يصر على جدواها الاقتصادية، ففي هذا الحوار اعترف بأن حجم التكلفة الكبير لإتمامها في عام، الذي بلغ 64 مليارا كان "لرفع الروح المعنوية للمصريين"، ما علق عليه ناشطون "يعني هتكتب في الموازنة العامة 67 مليار بند رفع الروح المعنوية للشعب".

وجاء اعتراف السيسي الصريح بضعف شعبيته عند سؤاله عن حرية التعبير، وقيام الأجهزة الأمنية بالقبض على كل من ينتقد النظام، وتحذيره من الشباب الذي يستخدم مواقع التواصل، وكان رده: "يعني هنقبض على الـ 90 مليون مصري ماهم كلهم بيتكلموا".


وبمناسبة الكلام عن حرية التعبير وسجناء الرأي، اعترف السيسي بأن 10% من السجناء سياسيون، ولكنه "هون" من هذه النسبة التي تصل لـ 9 آلاف مسجون، مؤكدا، بإشارته إلى العفو الرئاسي، أنه نظر فيها ثلاث مرات، والرابعة على الطريق.


مصطلح "أهل الشر"، الذي يستخدمه السيسي كثيراً، ولا يعرف أحد حقيقته، كان حاضراً، ومع محاولة المذيع استنطاقه صراحة عن حقيقتهم، كانت إجابته: "المصريين عارفينهم كويس وهم جوة وبرة"، ليعلق ناشطون: "يعني المصريين عارفين أهل الشر والمذيع مايعرفهمش".



مواقع التواصل التي كانت في صلب حديث السيسي، كانت أيضا في صلب الحدث، وشهدت حربا شرسة للوسوم المؤيدة والمعارضة، والساخرة من الحديث. ودشن المؤيدون وسم #انجازات_السيسي_في_عامين، ودشن المعارضون #عامان_فقر_وفشل، و#بنبايع_مرسي_تاني_عشان، ودشن الساخرون #أهل_الشر، والتي تبادلت صدارة قائمة الأكثر تداولا طوال ليلة أمس الجمعة.



وسخرت الصحافية ناديا أبو المجد: "اخبار اللي حطوا فلوسهم في فنكوش تفريعة قناة السويس اللي السيسي اعترف في حواره انها كانت لرفع معنويات الشعب وليس جدوى اقتصادية، ايه؟".

وسخرت الناشطة منى سيف: "السيسي اتسأل مين اهل الشر، قال اللي يسيئوا لمصر. اكيد اولهم اللي ينصب عالناس ويروج علاج كفتة، ويفرط في الارض، ويخلي التعذيب علامة مميزة للبلد"، وسخرت فريدة: "السيسي: أهل الشر المصريين عارفينهم كويس! كل واحد فينا يضرب الي جنبه قلم لانه ميصحش نشوفه اصلا، انت الشر نفسه".


و"الليدي بهيجة" تساءلت: "هو ليه السيسي في كل حوار يلمح بتبريرات هو ليه انقلب على مرسي؟". وعن موقع التصوير الذي أثار الجدل، قال جابريل: "عندما كان السيسي مرشحاً أجري حوار من نفس اللوكيشين علي انه فندق الماسة، واليوم أجري حوار من نفس اللوكيشين على انه مقر الرئاسة".


ولخصت "الأخت آية" الحوار وسخرت: "ملخص حوار السيسي، بمناسبة مرور سنتين على الحكم - معتقلين ياما يا هبة - اختفاء قسري ياما يا هبة - إنجازات لسة مش شايفين لها آثر ياما يا هبة".

المساهمون