إقفال معبر رفح... يُغيّب مؤمن قريقع قهراً عن معرضه

05 فبراير 2016
مؤمن قريقع (العربي الجديد)
+ الخط -
سيطر شعور "القهر" على المصور الصحافي الفلسطيني مؤمن قريقع، عندما شاهد صوره التي التقطها على كرسيه المتحرك تعرض في مدينة سارنو الإيطالية، من دون أن يتمكن من التواجد في المعرض الدولي المخصص لأعماله الصحافية؛ وذلك بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح البري الخاضع لسيطرة السلطات المصرية.

وطوال الأشهر الثلاثة الماضية حاول قريقع (28 عاماً) مغادرة قطاع غزة للالتحاق بالمعرض، والذي نظمته بلدية سارنو الإيطالية وجمعية التضامن الإيطالي العالمي وجمعية ADDA ورابطة التصوير الفوتوغرافي في إيطاليا، تكريماً لشجاعة وقوة إرادة المصور مؤمن الذي واصل مشواره الصحافي رغم بتر قدميه أواخر عام 2008.

وشارك قريقع بأكثر من 70 صورة وقصة يشرح بعضها واقع الحياة اليومية في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مشدد منذ قرابة العقد، وأخرى تتحدث عن العدوان الإسرائيلي الذي شن على غزة، صيف عام 2014، إلى جانب بعض الصور المتعلقة بانتفاضة القدس والمواجهات المتقطعة التي تجري بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال على الحدود الشرقية للقطاع.

وأوضح المصور الصحافي مؤمن لـ"العربي الجديد" أن القائمين على تنظيم المعرض الفوتوغرافي قرروا لأربع مرات تأجيل موعد الافتتاح على أمل أن يتمكن من السفر عبر معبر رفح، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.

ولفت قريقع، والذي يعمل مصوراً للمركز الفلسطيني للإعلام، إلى أنّ المعرض ضم بين جناباته قصصاً مصورة تكشف مدى تردي أوضاع الغزيين المعيشية والاقتصادية، الأمر الذي جعل ساحة المعرض قبلة للعديد من الشخصيات الإيطالية الاعتبارية ولمئات المناصرين للقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: نقابة الصحافة الفلسطينية تدين تهديدات الاحتلال لصحافيين عرب وأجانب

وتحدث قريقع خلال حفل افتتاح المعرض، والذي استمر لقرابة الأسبوعين، بكلمة شرح فيها معاناة السكان جراء الحصار والاعتداءات الإسرائيلية العسكرية المتكررة، معرباً في الوقت ذاته عن استيائه من استمرار إغلاق معبر رفح البري الذي حرمه من المشاركة بعدة معارض وفعاليات خارجية طوال السنوات الماضية.

وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح بشكل شبه كامل عقب عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، وشددت من عملية إغلاقه بعد الهجوم الذي تعرضت له إحدى وحدات الجيش في محافظة شمال سيناء، أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014.
"جميع أحلام وآمال شباب غزة بالسفر إلى الخارج من أجل إكمال مسيرة حياتهم العلمية والعملية تتحطم على صخرة الحصار الذي حول غزة لسجن كبير مغلق من الجهات كافة"، يضيف قريقع، والذي أصيب بقدميه بعدما أطلقت عليه طائرة إسرائيلية صاروخاً أثناء عمله الصحافي في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة.

وسبق للمصور مؤمن أن شارك ببعض أعماله وقصصه في معرضين خارجيين أقيم الأول في العاصمة الأميركية واشنطن والآخر في فرنسا بالإضافة إلى مشاركته بعشرات المعارض المحلية، إلا أن معرض مدينة سارنو الإيطالية يعد أول معرض فوتوغرافي دولي مخصص لأعمال قريقع تحديداً، رغم أنه حرم من قص شريط الافتتاح بسبب إغلاق المنفذ البري الوحيد لغزة.

ومع كل مرة تعلن السلطات المصرية فتحها لمعبر رفح البري لبضعة أيام يحتشد آلاف المواطنين الغزيين على الجانب الفلسطيني من المعبر على أمل تسجيل أسمائهم ومغادرة القطاع، إلا أنه في نهاية الأمر يسافر بضع عشرات منهم فقط ومن أصحاب الحالات الإنسانية غالباً.


اقرأ أيضاً: المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق اعتقال الصحافي الفلسطيني محمد القيق
المساهمون