انقلاب الحوثيين: واجهوا الإعلام

10 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
عندما رفع الحوثيون "إعلانهم الدستوري" المكمل للانقلاب على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، في 6 فبراير/شباط من العام الماضي، كان مسلحوهم قد اختطفوا 13 صحافياً وناشطاً من إحدى المظاهرات المناهضة في العاصمة اليمنية صنعاء.

كانت المدينة التي سيطرت عليها الجماعة الدينية المسلحة، في سبتمبر/أيلول من عام 2014، على موعد مع حملات مباشرة من مداهمة واختطاف وملاحقة الصحافيين ومقرات عملهم. في ظهيرة السادس من فبراير، حاصرت دوريات ومسلحون موالون للحوثيين بزي الشرطة مظاهرة لطلبة جامعيين في حي الدائري، حيث ما عُرف بساحة التغيير وسط العاصمة، وبدأت بشن حملة الاختطافات، على رأسهم الصحافيون والمصورون.

واقتاد المسلحون، المختطفين إلى أماكن متعددة، من بينها مخافر الشرطة الخاضعة لسيطرتهم، ومعتقلات خاصة في المدينة. وبحسب إحصائية للاتحاد الدولي للصحافيين للعام 2015، فقد احتل اليمن المركز الثاني في العالم العربي، حيث شهد مقتل صحافيين، بواقع 10 أشخاص، بعد العراق.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، في تقريرها السنوي للعام 2015، إن خطف الصحافيين في اليمن أضحى أمراً شائعاً منذ أن تمكنت مليشيا الحوثيين من السيطرة على العاصمة في 2014. وأشارت إلى أنّه بعد مرور عام من سقوط العاصمة بيد المليشيا، أصبح المشهد
الإعلامي في صنعاء يقتصر بشكل حصري على الصحافيين المؤيدين للحوثيين. وصنفت المنظمة ميلشيا الحوثيين كثاني أكبر جماعة تحتجز الصحافيين في العالم بعد تنظيم داعش، تليها جبهة النصرة وتنظيم القاعدة.

ولم تقتصر تلك الحملات والاعتداءات على صنعاء، إذ امتدت إلى مدن أخرى سيطر عليها الحوثيون في إب (وسط) والحديدة (غرب) وعمران (شمال صنعاء) وذمار (جنوب صنعاء)، وتعز (جنوب غرب) وكذا محافظة حجة (أقصى شمال البلاد).

وطاولت حملات الحوثيين يحيى العراسي، السكرتير الصحافي للرئيس هادي، بعد أن احتجزه الحوثيون أثناء تواجده في منزل الرئيس في العاصمة صنعاء. وفي الثامن عشر من مارس/آذار من عام 2015، اختفى الصحافي النرويجي المستقل، ريمون ليدال، في العاصمة صنعاء، لكنه ظهر في السابع عشر من أبريل/نيسان، بعد أن أطلقت سراحه السلطات الأمنية.

ولم تكن وسيلة الحوثيين لإسكات وسائل الإعلام المناهضة لهم مقتصرة على الاختطاف واحتلال وإغلاق مقراتها، فقد برز ملف التعذيب للمختطفين في سجون حكومية وخاصة. وكشفت نقابة الصحافيين اليمنيين، وقوع حالات تعذيب لعدد من المختطفين، منهم الصحافي صلاح القاعدي وتوفيق المنصوري وعبدالخالق عمران وأكرم الوليدي.

ولا يزال مصير هؤلاء الصحافيين الثلاثة إلى جانب آخرين مجهولاً منذ اختطافهم في مارس/آذار الماضي، فيما يمتنع الحوثيون عن السماح لأهاليهم بالاتصال بهم أو الاطمئنان على صحتهم.
وإلى جانب التعذيب، استهدف الحوثيون منازل عدد من الصحافيين واقتحموها، كما حدث لمدير مكتب تلفزيون الجزيرة، سعيد ثابت، والصحافي جلال الشرعبي وآخرين.
وإلى جانب ما يتعرض له الصحافيون من انتهاكات، فقد العشرات منهم أعمالهم جراء إغلاق ميلشيا الحوثيين مقار وسائل الإعلام، فيما اضطر عدد منهم إلى الهجرة أو الاشتغال بمهن أخرى.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (غير حكومي) فقدان أكثر من 350 من الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام اليمني أعمالهم جراء العنف الذي تمارسه المليشيا. واضطر عدد من المحطات التلفزيونية إلى معاودة بثها من دول أخرى، بعد أن أغلق الحوثيون مكاتبها ونهبوا محتوياتها.


اقرأ أيضاً: نقابة الصحافيين المصريين: أكثر من 42 صحافيا يواجهون السجن
المساهمون